طالب مئات الفلسطينيين، اليوم السبت، الفصائل الفلسطينية التي تتوجه للمشاركة بلقاءات القاهرة في 21 من الشهر الجاري، بضرورة إنجاح المصالحة وطي صفحة الانقسام الكارثي بشكل نهائي، من أجل توحيد النظام السياسي الفلسطيني لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي حول تصفية القضية الفلسطينية ومنع قيام دولة فلسطينية.
ومن المفترض أن تلتقي الفصائل الفلسطينية بالعاصمة المصرية القاهرة في 21 من الشهر الجاري، استكمالاً للجهود المصرية لتنفيذ اتفاق المصالحة.
وجابت مسيرة حاشدة شوارع مدينة رام الله، بالتزامن مع عقد مؤتمر آخر في غزة، حيث شارك بالمسيرة شخصيات وطنية وقيادات من الفصائل الفلسطينية، فيما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات تدعو لضرورة إنهاء الانقسام وضرورة الوحدة الوطنية، وهتفوا بضرورة تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بشكل فوري.
وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه المسيرة تأتي عشية سفر وفود الفصائل الفلسطينية المقرر خلال الأيام المقبلة إلى القاهرة، ومطالبتهم بضرورة طي وإنهاء صفحة الانقسام الكارثي بشكل نهائي، وعدم تضييع الفرصة والانكفاء بطريقة ما وإزالة العقبات التي تحول دون إمكانية تحقيق وحدة وطنية راسخة أمام التحديات الماثلة".
وأكّد بكر أنّ هذه المسيرة تحمل رسائل بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تستطيع القيام بكافة المهام وإنجاز كافة الملفات العالقة، وأن تضم ممثلين عن مختلف القوى الفلسطينية، والتوافق على وضع سقف زمني محدد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والشروع في التحضير لمقررات اللجنة التحضيرية التي انعقدت في فبراير/شباط الماضي في العاصمة اللبنانية بيروت، من أجل انعقاد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة القوى والفعاليات الفلسطينية بصفة المجلس الوطني أعلى هيئة لمواجهة المتغيرات في الإقليم والهجمة الاستيطانية.
وشدّد على أهمية الذهاب لمجلس وطني جديد وإجراء الانتخابات للمجلس الوطني في ظل نظام يوحد النظام السياسي برمته في إطار منظمة التحرير الفلسطينية في كل أماكن تواجده وبمشاركة جميع الفصائل فيها، والعمل على صون الحريات العامة والمكفولة بالقانون والعمل على قانون عصري يضمن التعددية السياسية.
من جهته، تلا منسق "وطنيون لإنهاء الانقسام"، علي عامر، خلال المسيرة، مذكرة سيتم تسليمها للفصائل الفلسطينية، ووقعت عليها قوى وفعاليات فلسطينية عدّة هي: "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، والاتحاد الديمقراطي (فدا)، والمبادرة الوطنية الفلسطينية، وحركة الجهاد الإسلامي، وطلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة)، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، وشبكة المنظمات الأهلية، وحراك "وطنيون لإنهاء الانقسام"، والهيئة العليا لشؤون العشائر، وطاقم شؤون المرأة، والمجلس الوطني الشبابي الفلسطيني، وجمعية المرأة العاملة للتنمية، والاتحاد العام للهيئات الشبابية، والحراك الشبابي، ومنتدى الطلبة".
وخاطبت المذكرة اجتماع الحوار الوطني في القاهرة المزمع عقده في 21 من الشهر الجاري، حيث أكد الموقعون عليها على ضرورة أن يتحول اجتماع القاهرة إلى محطة نوعية وجدية لإنهاء الانقسام واستعادة مكانة منظمة التحرير الفلسطينية والوحدة الوطنية وعدم التراجع عنها تحت أي من الظروف، وأن هذه المهمة تاريخية انتظرها الشعب الفلسطيني وعول عليها الكثير، باعتبارها حبل الإنقاذ في مجابهة التحديات الكبرى والتي يقف على رأسها دحر الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى والظفر بالحرية والاستقلال والعودة، والتصدي لمعالجة الملفات المختلفة التي تواجه الشعب الفلسطيني.
ودعت المذكرة إلى ضرورة تخفيف عاجل لمعاناة الشعب الفلسطيني بالإلغاء الفوري لكل الإجراءات الإدارية والمالية التي اتخذت ضد قطاع غزة دون إبطاء، ودعت كذلك لدعم المقاومة الشعبية والبناء على ما تحقق خلال معركة الأقصى وهبة القدس.
وطالب الموقعون على المذكرة الفصائل التي ستجتمع بالقاهرة على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل فوري تعالج كافة الملفات بروح الوحدة والمسؤولية الوطنية، وتحديد جدول زمني بما لا يتجاوز ستة أشهر لإجراء انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني وفق قانون ديمقراطي عصري يكرس الوحدة الوطنية والتعددية ويوفر ضماناتها عبر اعتماد نظام التمثيل النسبي الكامل الذي يعطي لكل ذي حق حقه من جهة ويكرس الوحدة والهوية الوطنية من جهة أخرى.
ودعت المذكرة إلى ضرورة المباشرة بحوار وطني شامل، بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية، للقيام بمراجعة سياسية للمرحلة الماضية منذ أوسلو وحتى الآن، وبلورة استراتيجية عمل نضالية بديلة موحدة واستئناف اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني ومتابعة ما تم الاتفاق عليه في اجتماعها الأخير، بما يضمن التحضير لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني يشارك به الجميع دون استثناء عبر الانتخابات وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل حيثما أمكن.