الذكرى الـ 74 للنكبة: آلاف المتظاهرين يحتشدون في لندن تنديداً بالاحتلال الإسرائيلي

15 مايو 2022
احتشدت الجموع أمام مقر الـ"بي بي سي" في العاصمة البريطانية لندن (العربي الجديد)
+ الخط -

شاركت منظمات مجتمع مدني، السبت، في مظاهرة مناهضة للاحتلال الإسرائيلي أمام مقر الحكومة البريطانية في العاصمة لندن، ضمن فعاليات الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية.

وتجمّع آلاف المتظاهرين أمام المقر العام لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (BBC)، للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وطغى اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة على هذه الفعالية كونها الجريمة الأحدث والأبرز التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وندد المتظاهرون بقتلها على يد جنود إسرائيليين الأربعاء الماضي بمخيم جنين بالضفة الغربية، رافعين لافتات تطالب بالحرية لفلسطين ووقف الاحتلال الإسرائيلي وسياسة القمع والفصل العنصري.

لندن: آلاف المتظاهرين ينددون بالاحتلال
ندد المحتشدون بقتل الجنود الإسرائيليين الصحافية شيرين أبو عاقلة (العربي الجديد)

ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام، ذكرى النكبة والتهجير الذي تعرض له مئات الآلاف منهم عام 1948.

وترمز النكبة إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لحوالى 800 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين بقوة السلاح والتهديد من قبل العصابات الصهيونية، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، وجرى إحلال اليهود مكانهم. وهي أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرون.

ونظمت المظاهرة كبرى المنظمات العاملة لأجل فلسطين في بريطانيا، ومن بينها: "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وحملة التضامن الدولية مع فلسطين ومنظمة أصدقاء الأقصى وتحالف أوقفوا الحرب وتحالف مناهضة التسليح النووي".

ووصلت المسيرة إلى مقر الحكومة البريطانية، حيث تحدّث سياسيون وبرلمانيون ونقابيون وإعلاميون عن الاعتداءات والجرائم وانتهاك حقوق الإنسان التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال.

واستهلت عضو مجلس العموم عن حزب العمّال البريطاني، زارا سلطانة، الكلمات التي تخللت الفعالية، موجهة باسمها وباسم البريطانيين رسالة إلى العالم، تدين قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة وتتساءل عن حقوق الإنسان والديمقراطية في ظلّ أعمال عنف واعتداءات القوات الإسرائيلية المستمرّة.

أما رئيس "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا"، زاهر البيراوي، فرحب باسم فلسطين وباسم شعبها وجاليتها بالحضور الذي اجتمع لدعم كلمة الحق والقضية وللتنديد بمقتل شيرين أبو عاقلة. وقال إنّ هذه الجريمة ستبقى خالدة في ذاكرة التاريخ.

لندن: آلاف المتظاهرين ينددون بالاحتلال
مشاركون في المسيرة يحملون مفاتيح العودة (العربي الجديد)

بدوره، دعا النائب عن حزب "شين فين" الإيرلندي، فرانسي مولوي، إلى دعم ومساندة القضية الفلسطينية وإدانة أعمال جيش الاحتلال الذي لا يحترم حتى الأموات.

ووجّه رئيس "حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا"، كامل حواش، تعازيه لعائلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وعائلة "الجزيرة" وكل الفلسطينيين. وقال إنهم تابعوا مشهد اغتيالها والتعرض لجنازتها في القدس الحبيبة.

لندن: آلاف المتظاهرين ينددون بالاحتلال
اغتيال أبو عاقلة يطغى على ذكرى النكبة 2022 (العربي الجديد)

أمّا فرح قطينة من "مركز العودة الفلسطيني" فقالت إنّها جاءت لتتحدّث باسم الفلسطينيين اللاجئين الذين تجاوز عددهم السبعة ملايين لاجئ وعن حقهم في العودة إلى وطنهم. وتابعت أنّ المشكلة لا تكمن فقط بعجز اللاجئين الفلسطينيين عن العودة إلى وطنهم، بل أيضاً في التعامل معهم في بلادهم كمواطنين من الدرجة الثانية، يعشيون في مخيمات لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة، ويتعرضون للعنف العنصري والقتل.

وقالت الناشطة الفلسطينية ليان محمد، بينما وقف خلفها مشاركون في المسيرة يحملون مفاتيح العودة، إنّ "أبو عاقلة تحوّلت من شاهدة إلى شهيدة، وإنّ صوتها سيعيش معنا للأبد"، مضيفة أنّ إسرائيل تستهدف الصحافة والمستشفيات.

وتابعت أن المدنيين الفلسطينيين يعجزون عن "إكمال حياتهم بشكل طبيعي من دون محاسبة الاحتلال الذي يقتل الصحافيين ويهاجم الجنائز ويسرق منازلنا ويقتل أطفالنا، بينما العالم يشاهد ذلك في صمت".

من جهتها، قالت الأمين العام لحملة نزع السلاح النووي، كيت هدسون، إن "ما يحدث في فلسطين جريمة شنيعة في حق الإنسانية ووحشية تمارسها إسرائيل على الشعب الفلسطيني". ولم تكتف بإدانة إسرائيل وحدها، بل أدانت أيضا تواطؤ بريطانيا مع هذه "الأحداث اللاإنسانية"، على حد تعبيرها.

المساهمون