حذرت فرنسا الأربعاء من أنّ أمام إيران "بضعة أيام" متبقية فقط للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، في وقت قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إنّ بلاده اقتربت من التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، "أكثر من أي وقت مضى".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، إنّ الأمر "ليس مسألة أسابيع، بل أيام"، مضيفا أن العالم سيواجه "أزمة" انتشار نووي حادّة في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وأضاف لودريان أنّه "كلّما تقدّمنا أكثر زادت إيران من سرعة إجراءاتها النووية وقلّ اهتمام الأطراف بالانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الموقع عام 2015)، من هنا فنحن بلغنا اليوم نقطة التحوّل".
Iran : "Nous arrivons à l'heure de vérité. Ce n'est pas une question de semaines, mais de jours. Nous avons trouvé une convergence avec les autres pays, l'accord est à portée de mains. Ou bien les Iraniens déclenchent une crise grave, ou bien ils acceptent." @JY_LeDrian #QAG pic.twitter.com/Q9fdZgpum7
— Public Sénat (@publicsenat) February 16, 2022
وشدد لودريان بالقول: "نحن بحاجة (الآن) إلى قرارات سياسية من جانب الإيرانيين"، مضيفاً: "أمامهم خيار واضح جداً: إما أن يتسبّبوا بأزمة حادّة في الأيام المقبلة، يمكننا الاستغناء عنها، أو أن يقبلوا بالاتفاق الذي يحترم مصالح جميع الأطراف، وبخاصة مصالح إيران".
لكنّ الوزير الفرنسي أكد في الوقت نفسه أنّ التوصّل لاتفاق أصبح "في متناول اليد".
وكشف لودريان أنّ بقية الأطراف الموقّعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا، وكذلك الولايات المتحدة التي انسحبت منه في 2018) توصّلت إلى "تفاهم" بشأن الاتفاق الواجب إبرامه في فيينا وكل ما يبقى الآن هو موافقة إيران عليه.
لكنه لفت إلى أنّ الوقت ينفد لأنّ إيران تواصل تكثيف أنشطتها النووية، قائلاً: "كلما استمر هذا الأمر، زادت إيران من تسريع إجراءاتها النووية".
من جهته، أوضح باقري كني، في تغريدة له على "تويتر"، ليل الأربعاء الخميس، أنه "بعد أسابيع من مباحثات مكثفة، اقتربنا من الاتفاق أكثر من أي وقت مضى، لكن لا اتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق على كل شيء".
وتابع المفاوض الإيراني، أنّ تحقيق هذا الهدف يتوقف على "الواقعية وتجنب المبالغة في المطالب وتجربة السنوات الأربع الماضية"، مؤكداً أنّ "الوقت قد حان لتقرر أطراف المفاوضات".
After weeks of intensive talks, we are closer than ever to an agreement; nothing is agreed until everything is agreed, though.
— علی باقریکنی (@Bagheri_Kani) February 16, 2022
Our negotiating partners need to be realistic, avoid intransigence and heed lessons of past 4yrs.
Time for their serious decisions. https://t.co/kRnSte9Bzu
بدوره، قال مستشار الوفد الإيراني في فيينا محمد مرندي، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، إنّ المفاوضات "اقتربت من اتفاق في فيينا أكثر من أي وقت، لكن إبرامه نهائياً مرتبط بقرارات الأطراف الغربية".
وقال مرندي إنّ هناك "خلافات باقية لكنها قابلة للحل إذا قرّر الغربيون بعقلانية"، مضيفاً: "إذا اتخذ الطرفان الأميركي والأوروبي "قرارات منطقية" فيمكننا التوصل إلى اتفاق خلال وقت قصير جداً".
(فرانس برس، العربي الجديد)