أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة، السبت، أنه أجرى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في إطار مبادرة لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت، وأنه سيجري اتصالاً بالرئيس ميشال عون عند عودته إلى باريس.
وكشف ماكرون، في مؤتمر صحافي، عن أنه بحث في السعودية ملفات عدة، كإيران وتركيا والخليج، إلى جانب الملف اللبناني، وقال إنّ "مخاوف السعودية شرعية بخصوص احتمال امتلاك إيران سلاحاً نووياً".
وقال الرئيس الفرنسي، قبيل مغادرته جدة السعودية في ختام جولة خليجية قصيرة، إنّ "السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكل كامل" من أجل "إعادة تواصل العلاقة" بين البلدين في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير، مضيفاً: "نريد أن ندعم الشعب اللبناني، ولذلك نؤيد إعادة القنوات الاقتصادية، ودعونا الحكومة اللبنانية إلى الالتزام بالإصلاحات".
وكتب كذلك في تغريدة على "تويتر": "مع المملكة العربية السعودية، قطعنا التزامات تجاه لبنان: العمل معاً، ودعم الإصلاحات، وتمكين البلد من الخروج من الأزمة، والحفاظ على سيادته".
Discussion franche et utile avec le prince héritier Mohammed ben Salmane sur nos priorités politiques : sécurité et stabilité dans la région avec une attention particulière au Liban. Nous avons appelé le Premier ministre libanais et avons pris ensemble des engagements. pic.twitter.com/OlI1ibb2OV
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) December 4, 2021
ونشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" نص بيان فرنسي سعودي مشترك إثر الزيارة، ذكرت فيه أن السعودية وفرنسا اتفقتا "على إنشاء آلية مشتركة للمساعدة الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني".
وأكّد البيان "على ضرورة حصر السلاح على مؤسسات الدولة الشرعية، وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية تزعزع أمن واستقرار المنطقة ومصدراً لتجارة المخدرات". وأضاف أن الطرفين "شددا على أهمية تعزيز دور الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، واتفقا على استمرار التشاور بين البلدين في كافة تلك القضايا".
وأكد البيان على "ضرورة قيام لبنان بإصلاحات تشمل قطاعات المالية والطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود".
البيان المشترك: شدد الجانبان على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بإجراء إصلاحات شاملة، لا سيما الالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان، وأكدا على ضرورة حصر السلاح على مؤسسات الدولة الشرعية.#واس
— واس الأخبار الملكية (@spagov) December 4, 2021
من جهتها، ذكرت رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، اليوم السبت، أنّ رئيس الوزراء نجيب ميقاتي قال إنّ الاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "خطوة مهمة" نحو إعادة إحياء العلاقات مع السعودية.
وأضافت رئاسة الوزراء، في بيان نشرته على صفحتها في "فيسبوك"، أنّ ميقاتي أكد التزام حكومته بالإصلاح، وشكر المسؤولين "لحرصهما على ديمومة الصداقة تجاه لبنان".
وحافظ ماكرون (43 عاماً) باستمرار على خط اتصال مفتوح مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، البالغ من العمر 36 عاماً، حتى خلال أوقات الجدل الدولي.
وكان الأمر الأبرز في هذا الإطار النظر إلى تدخل الرئيس الفرنسي عام 2017 باعتباره أساسياً في مساعدة رئيس الوزراء اللبناني آنذاك سعد الحريري على مغادرة السعودية، بعد أن "أجبر" على الاستقالة من منصبه خلال زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض، بحسب العديد من التقارير.
ويواجه لبنان، الذي يعاني بالفعل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، ضغوطاً اقتصادية ودبلوماسية إضافية من جانب دول الخليج العربي، ولا سيما السعودية، بسبب ما تعتبره هيمنة "حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران، على السياسة في لبنان.
وقبل ساعات من وصوله إلى جدة، قال ماكرون إنه "من الضروري للغاية" أن تعيد المنطقة فتح العلاقات الاقتصادية و"تساعد لبنان في وقت الحاجة". كما ذكر أنه ناقش هذا الأمر مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
للمساعدة في تخفيف التوترات قبل زيارة ماكرون إلى جدة، استقال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي من الحكومة، الجمعة، بعدما كان انتقد الحرب التي تقودها السعودية في اليمن وأثارت تعليقاته الأزمة الأخير.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)