شهدت محافظة درعا، جنوبي سورية، الخاضعة لسيطرة النظام، خروج عدة تظاهرات، اليوم السبت، بمناسبة ذكرى الثورة السوريّة، جدد خلالها المتظاهرون مطالبهم بإسقاط النظام، والتمسك بثوابت الثورة والمضي فيها حتى تحقيق كافة أهدافها منذ اندلاعها عام 2011.
وأكد الحقوقي عاصم الزعبي، عضو "تجمع أحرار حوران" (تجمع لناشطين معني بمتابعة أخبار الجنوب السوري)، لـ"العربي الجديد"، أن تظاهرات مناوئة للنظام السوري اندلعت في كل من درعا البلد ومدن المزيريب وجاسم وطفس وبصرى الشام، والصنمين، لافتا لخروج تظاهرات أيضا متفرقة في البلدات والقرى في المحافظة.
ولفت إلى أن الشعارات التي رددها المتظاهرون أكدت على ثوابت الثورة السورية، وإسقاط النظام، وعدم المساومة على ثوابتها، إضافة للمطالبة بالمعتقلين، كما ندد المتظاهرون بالتخاذل العالمي إزاء الشعب السوري، لافتا إلى أن المتظاهرين أكدوا أن هذا التخاذل أنار طريق السوريين لتحقيق أهدافهم.
وقال الزعبي: "التظاهرات تثبت فشل النظام وحلفائه الروس والايرانيين، وحتى المطبعين مع النظام من العرب، في القضاء على الثورة السورية، خاصة في مهد الثورة درعا، على الرغم من عدة حملات عسكرية شنها النظام بعد 2018، ورغم كل الاغتيالات ومحاولة إعادة تنظيم (داعش) إلى الساحة الا أن أبناء درعا يثبتون أن الثورة هي الأساس".
التظاهرات تثبت فشل النظام وحلفائه الروس والإيرانيين، وحتى المطبعين مع النظام من العرب، في القضاء على الثورة السورية
في المقابل، احتشد آلاف المتظاهرين في مدن إدلب وجنديرس وأعزاز وعدد من المدن الأخرى شمالي سورية، لإحياء ذكرى الثورة الثانية عشرة. وأكد المتظاهرون تمسكهم بمطلب إسقاط النظام والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. كما شهدت عدةّ مدن أوروبية تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام السوري، منها مدينة دورتموند في ألمانيا.
وتعتبر محافظة درعا مهد الثّورة السورية، وسيطرت فصائل المعارضة المسلّحة على معظم أرجائها منذ نهاية عام 2011 بعد مواجهات مع قوات النظام. لكن الظروف الدولية والتدخل الروسي إلى جانب النظام بدّلا خرائط السيطرة، لا سيما بعد حملة شرسة قادها الروس والنظام ضد المحافظة مطلع عام 2018 باستخدام شتى أنواع الأسلحة، ما جعل المعارضة ترضى باتفاق التسوية في صيف العام ذاته تحت إشراف روسي، فتقرر سحب السلاح الثقيل وحلّ الفصائل وإبقاء السلاح الخفيف مع العناصر.
واعتاد أهالي درعا البلد إحياء ذكرى الثورة في 18 مارس/آذار من كل عام، منذ ما بعد 2011، وهو تاريخ بدء الاحتجاجات الشعبية في المحافظة، إذ سجل في ذلك التاريخ سقوط أول قتيلين للثورة السورية على يد قوات النظام، وهما حسام عياش ومحمود الجوابرة.