أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، اليوم الأربعاء، أن سكان قطاع غزة المليون والثمانمئة ألف فلسطيني هم أبطال، شاركوا في صناعة النصر الذي تحقّق بفضل التفافهم حول مقاومتهم التي أبدعت في التصدي للعدوان، وضرب العدو على مدار أكثر من خمسين يوماً.
وقال هنية، أمام آلاف الفلسطينيين المشاركين في مسيرات دعت إليها "حماس" وانتهت عند مقر المجلس التشريعي في غزة، إن "المقاومة بدأت الحرب بإطلاق الصواريخ على مدينة حيفا المحتلة، وأنهتها بضرب حيفا أيضاً وستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن شعبها".
وأشار إلى أن "القطاع الذي لم يحتفل بعيد الفطر السعيد نتيجة العدوان عليه، يحتفل اليوم بعيد النصر، رغم كل الآلام والتضحيات التي قدمها"، مؤكداً أن "حكومته السابقة وفرت للمقاومة دعماً لوجستياً وأمنياً عبر محاربة عملاء الاحتلال في غزة وملاحقتهم".
وقال إن "ما جرى في عدوان عام 2008 على القطاع قابله الناس والمقاومة بالصمود، وفي عام 2012 كان صموداً وانتصاراً، أما اليوم في معركة (العصف المأكول) فهو انتصار يساوي أضعاف ما جرى في حرب (حجارة السجيل) في عام 2012".
ولفت إلى أن "الاحتفالات في قطاع غزة دليل على الانتصار، وأن خروج الناس رغم العدوان والجراح تأكيد على أن غزة تستحق الحياة"، مشدداً على أنه "لولا شعب غزة لما أنجزت المقاومة ما أنجزت"، موجهاً "الشكر للمواطنين المكلومين وأهالي القطاع".
وأشار إلى أن "المعركة مع الاحتلال كشفت عن تطور المقاومة، في الثماني سنوات الأخيرة، وأن ما شهده العالم في القطاع، ثمرة عمل مستمر وجاد وجهد كبير"، مؤكداً أن "معركة غزة اليوم كانت بوابة لمعركة التحرير الشامل لكل فلسطين".
وأشاد "بالشعب الفلسطيني في غزة، الذي احتضن ليس فقط كتائب القسام، بل كل قوى المقاومة، ووقف إلى جانبها، وأفشل مخططات الاحتلال للإيقاع بينهم وبين المقاومة". ووصف المقاومة بأنها "مرّغت أسطورة الجيش الذي لا يقهر على حدود غزة".
وأكّد هنية أن "المقاومين الذين كانوا يخرجون من تحت الأرض ومن فوقها لمواجهة الاحتلال، كانوا يتلاعبون بالجنود، وأوقعوا منهم القتلى والأسرى والجرحى".
من جهته، تلا المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، أبو عبيدة، بياناً لـ13 فصيلاً أكد فيه أن "المقاومة انتصرت على العدو الصهيوني، والنصر الذي تحقّق هو نصر كل الأطفال وكل الشيوخ وكل النساء الذين صبّت عليهم طائرات الاحتلال عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات، وهدمت البيوت على رؤوسهم".
وأضاف أبو عبيدة: "انتصرت غزة لأنها أنزلت هزيمة بجنود العدو، وضربت عمق الكيان الصهيوني، وهجّرت عشرات آلاف المستوطنين وأدخلت أكثر من ستة ملايين إلى الملاجئ، ولأنها فعلت ما لم تفعله جيوشٌ كبرى، وانتزعت المبادرة من عدوّها ولم تُظفره بأي إنجاز استراتيجي أو تكتيكي، ولأنها أفشلت الرهان على عزلة المقاومة وضعفها وتقطّع أوصالها كما زعم العدو".
وشدّد على أن "الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام هي إنجازنا الأعظم من خلال هذه المعركة، وتمثّل الخط الأحمر الذي لن يسمح شعبنا لأحد أن يتجاوزه بعد اليوم وسينظر بعين الريبة والاتهام لمَن يعود إليه، فلا عودة للخلافات والانقسامات وتراشق الاتهامات، أو التنصّل من المسؤوليات الوطنية".
وأضاف: "ليس مسموحاً لأحد بعد اليوم أن يعود للماضي الأليم، وعلى الجميع أن يتقدم سريعاً لتحمّل مسؤولياته تجاه هذا الشعب العظيم ومواساة آلامه وتضميد جراحه، والوقوف معه بكل صدق وإخلاص وعزم".
ورأى أن "المحتل الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة المقاومة التي حدّثته بها غزة"، مطالباً القيادة السياسية للشعب الفلسطيني بأن "لا تسمح بعد اليوم لقيادة الاحتلال أن تبتزها وأن تتعامل معها بغير الكفؤ والنظير".