قتل 20 مدنياً على الأقل، بينهم طفلان، في غارة جوية على حي سكني في جنوب الخرطوم فيما تواصل قصف الجيش لقوات "الدعم السريع" في العاصمة السودانية اليوم الأحد.
وقالت لجان المقاومة إن حصيلة الغارات الجوية على حي الكلاكلة وصلت إلى 20 قتيلاً مدنياً.
وسبق للجان المقاومة في الحي أن قالت إن مشرحة أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في العاصمة السودانية تضم 11 قتيلاً مدنياً، بينهم طفلان وامرأة، مشيرة إلى تعذر نقل الكثير من الجثث المتفحمة والممزقة.
وتتركز المعارك في أحياء بالخرطوم تشهد كثافة سكانية كبيرة، ويعيش ملايين من سكانها منذ خمسة أشهر على وقع انقطاع المياه والكهرباء والحر الشديد، وهم مختبئون في المنازل في محاولة لحماية أنفسهم من النيران المتبادلة.
وأفاد شهود وكالة "فرانس برس" الأحد أن ضواحي العاصمة الشمالية شهدت قصفاً مدفعياً وبالصواريخ من جانب الجيش على مواقع لقوات الدعم السريع.
إلى ذلك، نفذ الجيش عدة ضربات جوية في مدينة أم درمان، اليوم الأحد، غداة إعلان مصادر عسكرية نشر أعداد كبيرة من القوات البرية والأسلحة الثقيلة في مسعى لتعزيز السيطرة على المدينة.
ومن شأن هذه الهجمات أن تقطع طريق إمداد رئيسي لقوات الدعم السريع، التي ترسل الإمدادات من منطقة دارفور إلى أم درمان ثم إلى بحري والعاصمة الخرطوم، عبر نهر النيل.
يأتي ذلك في وقت طالب فيه أعضاء في المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق) بالسودان، خلال ندوة في العاصمة القطرية الدوحة مساء السبت، بـ"ضرورة استمرار الجهود وتوحيدها، والتواصل مع الوساطة السعودية والأميركية ومختلف الأطراف العربية والدولية" لوقف الحرب.
وأسفرت الحرب عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية. لكن الحصيلة الفعلية تبدو أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا، كما يتعذر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.
وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي أكدت أن "أكثر من 700 طفل ينزحون بسبب الحرب في كل ساعة تمر".
ومنذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين حول خرق الهدنة وبدء القتال.
(فرانس برس، العربي الجديد)