شهدت مدينة الموصل، اليوم الجمعة، تجدداً للقتال على خمسة محاور من أصل سبعة، تحاول القوات العراقية من خلالها استعادة السيطرة على بلدات وضواحي المدينة، قبل أن تبدأ بالمرحلة الثانية من خطة تحريرها، وذلك عبر محاولة الاقتحام وكسر دفاعات تنظيم "الدول الإسلامية" (داعش).
وأفادت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد"، بأنّ القتال يتركز حالياً على محاور الحمدانية وبعشيقة ومخمور وخازر وسهل نينوى الجنوبي، في وقتٍ تتواصل العمليات الجوية لطيران التحالف الدولي، عبر قصف أهداف ثابتة ومتحركة للتنظيم.
وشهد المحور الجنوبي والجنوبي الغربي الذي يسيطر عليه الجيش العراقي، اليوم الجمعة، هدوءاً حذراً، حيث تسعى القوات العراقية إلى تثبيت مواقعها في المناطق والقرى التي حررتها، أمس الخميس.
وقال العقيد طالب الحمداني من قيادة عمليات نينوى لـ"العربي الجديد" إنّ "المعارك لا تزال مستمرة في بعشيقة في محاولة لدخول الموصل".
وأوضح أنّ "التنظيم يمتلك خارطة معقدة من حقول الألغام والأنفاق حول بعشيقة، ونجح في الصمود أمس الخميس"، آملاً التمكن من إجباره على التراجع إلى المنطقة المحصورة بين الجسر والطريق السريع، لفتح ثغرة الولوج إلى المدينة عبر قوات سوات، وجهاز مكافحة الإرهاب.
وأكد الحمداني مشاركة "مروحيات الأباتشي الأميركية في استهداف مواقع داعش بمنطقة البساتين ومزارع العنب شرق بعشيقة".
بدوره، قال العميد الركن في قوات البشمركة" أمين الجاف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارك لم تتوقف، وأنّ القوات العراقية والبشمركة تسعى بالوقت الحالي إلى إحداث ثغرات داخل مدن وبلدات حول الموصل يسيطر عليها التنظيم".
وأكد استخدام أسلحة حديثة ومتطورة "أدخلت التنظيم في مرحلة استنزاف"، مقدّراً عدد مقاتلي "داعش" الذين يقاتلون على محاور الموصل بأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل، "غالبيتهم عراقيون وليسوا أجانب، كما أوردت تقارير إعلامية أجنبية أمس الخميس".
إلى ذلك، أفادت مصادر طبية في الموصل أنّ "9 مدنيين قتلوا وأصيب 18 آخرون بينهم أطفال، جراء قصف صاروخي ومدفعي استهدف أحياء الموصل في الجانب الأيمن من نهر دجلة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة".
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنّ الأهالي تولوا انتشال الضحايا من تحت ركام المنازل، ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.