لم يكن من الممكن حدوث النّكبة لولا الدعم العالمي للمنظمات والعصابات الصّهيونيّة، الذي لم يقتصر على القوى الإمبرياليّة الرأسماليّة، بل تعداه للأسف إلى منظومة الدول الاشتراكيّة، التي دعمت الكيان الغاصب في بداياته بالسلاح وفي المحافل الدولية
يمكن تفسير مجمل التّغيير/الاختلاف في المشهد الإقليميّ، بعد 75 عامًا من نكبة فلسطين والعرب، بخطيئة الانزلاق العربيّ/الفلسطينيّ نحو التّسوية والتطبيع مع إسرائيل، التي نجحت في حصر الصراع في مسألة "أمنها".
لا يمكن إنكار صمود مقاتلي الجهاد ونجاحهم؛ من خلال الغرفة المشتركة، بشلّ أجزاء واسعةٍ من الدّولة العبريّة، وصولًا إلى تخوم تل أبيب والقدس. مع ذلك؛ وبنظرةٍ إلى الوراء؛ كان يجب إيقاف العدوان بأسرع وقتٍ، وبمجرد الرّدّ المكثف على اغتيال القادة الثلاثة
نجد قصوراً واضحاً في تحويل النّكبة إلى حدثٍ عالميٍّ سنويٍّ، سواء عبر أروقة الأمم المتّحدة، أو عبر توثيقها فنيّاً وسينمائيّاً، أو من خلال إنشاء متاحف مختصة بالنّكبة المستمرّة حول العالم، وخصوصاً في الدول الأكثر تأثيراً، أميركا وأوروبا
تستمر الحركات العالميّة المتضامنة مع الفلسطينيّين في تنظيم نشاطات في الذكرى، إذ شهدت عواصم ومدن حول العالم الكثير من المسيرات والنشاطات لإحياء الذكرى، حيث تلعب هذه الحركات والمجتمع المدني الدور الأبرز في التوعية والتأثير على الرأي العام
يكمن الخبث هنا في تجاهل كون ما يسمى بـ "إسرائيل" هي في واقع الأمر دولة احتلال، فضلاً عن تجاهل أنّ ما يحدث في قطاع غزّة، وكافة الأراضي الفلسطينيّة، هو جريمة إبادة جماعيّة ممنهجة ومستمرّة، والإصرار على عدم ذكر كلمة "مقاومة" على الإطلاق
جرَّدت الدّراسات التوراتيّة لفظ "فلسطين" من أي معنى كامن فيه، ولم يعد من الممكن فهمه، إلا إذا أعيد تعريفه من خلال لفظ دينيّ، أو لاهوتيّ آخر، كاللفظ المستعمل للدلالة على "الأرض المقدسة"، أو "أرض إسرائيل".
لم تتوقف حكومات إسرائيل المتعاقبة عن ابتداع سياسات التطهير العرقيّ والتّرحيل للفلسطينيّين منذ تأسيسها، من بين الأدوات التنفيذية لهذه السياسات، تضييق الخناق على البلدات العربيّة الفلسطينيّة في الداخل الفلسطينيّ، بعدم توسيع مساحة خريطتها الهيكليّة.