شكلت انتفاضة أو هبة كل فلسطين منعطفا هاما في مسار التحرر الفلسطيني، الأمر الذي أعاد لنا ذكريات الانتفاضة الأولى، بتفاصيلها وتأثيرها المعنوي والمادي على مسار تحرير فلسطين.
تحاول حركة حماس استثمار التأييد الواسع الذي حظيت به بين الفلسطينيين وفي العالم العربي وأبعد منه بعد قيادتها المقاومة العسكرية، في معركة كانت مختلفة نوعيا عن سابقاتها، لفرض نفسها قائدة وممثلة للشعب الفلسطيني.
أثناء "انتفاضة الشيخ جراح واللد"، في مايو/ أيار الماضي، وبعدها، طُرحت مجموعة من الأسئلة وما زالت تُطرح، من بينها لماذا تأخرت الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح في اللحاق بركب انتفاضة القدس والداخل المحتل؟
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة، أواسط نيسان/ إبريل الماضي، هبّة شعبية، انطلاقا من باب العامود في القدس، لتمتد إلى معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948، وبعض مناطق الضفة الغربية، قبل أن تتدخّل صواريخ "حماس".
إن زيادة قوتنا السياسية كرديف لأمرين أولهما زيادة الارتباط ببعدنا الفلسطيني وثانيا إضعاف إسرائيل ومخططها في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية عموما وليس فقط داخليا.
من الأرض إلى السماء يحتل الكيان الصهيوني كل الحيز والمساحات التي تمكن الفلسطيني من النفاذ إليها رغم الاحتلال والقمع والاعتقالات والمنع ومصادرة ممتلكاته وحياته والتهجير القسري والشتات لإيصال صوته.