قالت وزارة الصحة العراقية إن البلاد تواجه أربعة أوبئة وتراقب احتمالية وصول وباء خامس، جدري القرود، مشيرة إلى تطور خطير بمرض الكوليرا وارتفاع غير مسبوق في إصابات الحمى النزفية، ووجهت تحذيراً شديداً للمواطنين بشأن داء الكلب.
ودعا عضو نقابة الأطباء العراقية، حيدر الفتلاوي، وزارة الصحة إلى تنفيذ حملة توعوية بتلك الأوبئة وكيفية الوقاية منها، وقال الفتلاوي لـ"العربي الجديد": "يجب على الوزارة اتخاذ الخطوات العملية من توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج تلك الأوبئة، وأن تطلب من الحكومة تخصيصات مالية تكفي لذلك".
وقال: "نحتاج إلى حملات توعوية مستمرة بهذا الصدد، ويجب أن يعرف الأهالي كيف يتقون الإصابات، وكيف يتعاملون في حال ظهورها"، مشيراً إلى أن "الوضع خطير ويحتاج لتعاون من قبل الوزارة والمؤسسات الإعلامية والأهالي لتحجيم الإصابات".
ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، فإن "الوزارة تواجه عدة أوبئة منها كوفيد 19، والموجة الخامسة منه تتصاعد بشكل خطير"، مؤكداً في تصريح، نقلته عنه وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "من بين الأوبئة أيضاً انتشار الحمى النزفية، وأن أعداد الحالات المسجلة بالإصابات بها غير مسبوقة منذ تسعينيات القرن الماضي حتى الآن".
وأشار إلى تطور خطير في انتشار مرض الكوليرا مع تصاعد عدد الإصابات، مضيفاً أن "داء الكلب، على الرغم من أن الإصابات به محدودة، إلا أنها تمثل تحدياً يحتاج إلى تثقيف وتوعية".
ودعا كل شخص يتعرض لعضة كلب إلى "مراجعة أقرب مؤسسة صحية لأخذ المصل اللازم"، مشدداً على ضرورة مراجعة أقرب مركز صحي قبل ظهور الأعراض "المصاب إذا تأخر وكان الكلب مصاباً بالسعار وظهرت الأعراض على الإنسان، يكون المرض قاتلاً بنسبة 100%، لأنه بعد ظهور الأعراض لا يمكن المراكز الصحية أن تعالجه".
وأشار إلى أن "المرض الخامس لم يصل بعد إلى العراق، وهو جدري القرود، لكنه ظهر في لبنان، وهو قريب من العراق"، لافتاً إلى أن "وزارة الصحة تتحسب احتمالية وصوله إلى العراق".
ولفت إلى أن "الوزارة لديها نقص في المؤسسات الصحية ونقص في أعداد الكوادر الطبية وتعمل في ظروف غير اعتيادية، وبجهود منتسبيها تمكنت من احتواء موجات كورونا الخطرة، وتراكمت خبرة كبيرة لدى كوادرها"، معرباً عن أمله في "تجاوز الأزمة بدعم من الإعلام". داعياً الجهات الحكومية وغير الحكومية إلى "إسناد وزارة الصحة لمواجهة هذه الأوبئة، وأن تعمل وسائل الإعلام على نشر التوعية الصحية".
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت جملة من التوجيهات تشمل غسل اليدين جيداً قبل إعداد وتناول الطعام، وغسل الخضار والفاكهة بشكل جيد قبل تناولها، وطهو الطعام بشكل جيد، والاهتمام بنظافة المطابخ والحمامات، والتأكد من مصادر المياه المستخدمة للشرب والطبخ، وغلي المياه قبل الاستخدام، أو استخدام معقمات المياه.