أعلنت مديرية التربية في محافظة إدلب، شمالي غرب سورية، عن بدء العام الدراسي الجديد، اليوم السبت 26 سبتمبر/ أيلول، في الوقت الذي أبدى فيه بعض الأهالي تخوّفهم من هذه الخطوة، بينما رحبّ آخرون بها مبرّرين ذلك بالخوف على مستقبل أبنائهم.
وقالت المديرية في بيانها الصادر، أمس الجمعة، "يتمّ افتتاح المدارس واستقبالها الطلاب لجميع المراحل، في مديرية التربية والتعليم بإدلب، وإعادة التعليم الفيزيائي إليها، وذلك اعتباراً من يوم السبت الواقع بتاريخ 26/9/2020".
وذلك مع ضمان الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة، والتقيّد بالتعليمات من أجل المحافظة على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية، حيث ستتابع في كلّ مدرسة الإجراءات الوقائية وإمكانية استمرار التعليم الحضوري فيها، وفق البيان.
المدرّس من مدينة بنش، مصطفى الرجب، تحدّث عن الخطوة لـ"العربي الجديد"، قائلاً إنّها "خطوة جريئة ومطلوبة بسبب المخاوف من فيروس كورونا في المنطقة". وأضاف: "لم يحقّق التعليم عن بُعد نتائج ملموسة في الفترات الماضية، وهناك أسباب كثيرة لذلك، منها عدم توفّر وسائل التعليم عن بُعد لدى الكثير من العائلات، وضعف الرقابة الأبوية على الطلاب وإشرافهم، كما غياب وسائل الشرح الكافية في التعليم عن بُعد لتوضيح كافة الدروس للطلاب".
وأضاف الرجب: "لا أعتقد أنّ نسبة نجاح التعليم عن بُعد فاقت العشرين بالمائة، أمّا بالنسبة إلى تدابير الوقاية من فيروس كورونا في المدارس فهي مضبوطة إلى حدّ ما. وخطط التعليم ستكون ضمن دوام طوارئ كما اعتدنا في إدلب سابقاً، وهي خطط فرضتها الغارات الجوية والقصف، لذلك لا أعتقد أنّه هناك صعوبة في التعامل مع الطلاب وفق ساعات دوام قليلة".
وكانت مجمّعات تربوية في إدلب، لجأت للنوادي الصيفية بهدف تعويض الطلاب ومتابعتهم ومنع انقطاعهم عن التعلّم، بهدف مواصلة العملية التعليمية ومتابعة الطلاب ضمنها.
ورأى أحمد خليل، النازح من ريف حماة الشمالي، أنّه من الأفضل أن يعود الطلاب إلى المدارس، وقال لـ"العربي الجديد": "لديّ ثلاثة أولاد في المدرسة، ابني الكبير في المرحلة الثانوية وأخواه في المرحلة الإعدادية. والدتهم تعبت كثيراً في الفترة الماضية، لمتابعتهم والحرص على مواصلتهم تعليمهم، فأنا بحكم عملي، مضطرّ للبقاء خارج المنزل لفترات طويلة. أمّا بالنسبة للوقاية من فيروس كورونا، فيمكن التعامل مع الأمر كما نتعامل مع الذهاب إلى السوق، أي يلتزم الطلاب بالكمامة وباقي التدابير الوقائية من الفيروس، وأنا متفائل بانتهاء هذه الأزمة التي خلّفها هذا الوباء".
في المقابل أبدى، أحمد يازجي، تخوّفه من الخطوة، مشيراً إلى أنّ طالباً مصاباً، في صف يضمّ أربعين آخرين، كفيل بالتسبّب بكارثة وانتشار غير مسبوق للوباء، حتى في حال حرص المعلّمون على طرق الوقاية من انتشار فيروس كورونا بين الطلاب.
جميل الجرك أيضاً، عبّر عن تفضيله إبقاء المدارس مغلقة، لتجنّب كارثة بين الطلاب، لا سيما أنّه هناك ارتفاع ملحوظ في معدّل الإصابات اليومي بفيروس كورونا في محافظة إدلب.
وكانت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقّتة، سجّلت 35 إصابة جديدة بفيروس كورونا، موزّعة على أجزاء من محافظتي حلب وإدلب الخاضعتين لسيطرة المعارضة المسلحة. ففي حلب، تمّ تسجيل 10 إصابات بمدينة الباب وإصابتين في اعزاز وإصابة في عفرين، بينما سُجّلت 22 إصابة في إدلب، ليبلغ عدد الإصابات الكلي 760 إصابة، وعدد المتعافين 335.