يعيش النازح حمدو صايل الأحمد في مخيم أرض السوس قرب قرية حربنوش شمال غربي سورية، في خيمة صغيرة مهترئة دون أدنى مقومات الحياة وسط ظروف قاسية، لعل أقساها أنه يعيش وحيداً بعد أن أبعدته الحرب عن أبنائه الاثني عشر.
حمدو من مواليد 1947 من قرية الدير الغربي التي تقع جنوب مدينة معرة النعمان بحوالي سبعة كيلومترات، لديه سبعة ذكور وخمس إناث أعمارهم بين 30 و45 سنة جميعهم مهجرون بين دول غربية وعربية، إلا ابناً يعيش في مدينة مارع بريف حلب الشمالي.
توفيت زوجته وفق ما يوضح لـ"العربي الجديد" منذ سبعة أعوام وأصبح حينها وحيداً تماماً، فتزوّج من امرأة أخرى بعد بضعة أشهر ورزق بطفلة عمرها الآن عام ونصف العام، ويقول في حديثه: "شعور صعب للغاية أن تربي اثني عشر ولداً ولا أحد منهم بجوارك، لكن الله عوضني بطفلة سميتها خديجة على اسم والدتي، ملأت الدنيا فرحاً وسروراً".
ويضيف حمدو: "رغم تقدمي بالعمر إلا أنّ صحتي ممتازة بفضل الله، ولا ينقصني سوى أن يرزقني الله عودة إلى قريتي وإنهاء حياة الخيمة، التي لا يعرف مأساتها سوى من عاشها".
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد اضطر أكثر من 13 مليون شخص إما للفرار إلى خارج سورية أو النزوح داخل حدودها.
ووفق إحصائيات لفريق "منسقو الاستجابة" في الشمال السوري، تبلغ أعداد النازحين السوريين نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق المعارضة السورية. وينتشر النازحون في المخيمات البالغ عددها 1633 مخيماً، ويقيم فيها 1.8 مليون شخص.