شارك حشد من فلسطينيي الداخل في مسيرة يوم الأرض الـ46 بمشاركة بلدات مثلث يوم الأرض، وانطلقت من مدينة سخنين والتقت بمسيرة مدينة عرابة وصولاً إلى مهرجان دير حنا.
وبدأت نشاطات يوم الأرض منذ ساعات الصباح الباكر، وزارت وفود من اللجان الشعبية والقوى الوطنية والأهالي أضرحة الشهداء ووضعت أكاليل الورد في كل من مدينة سخنين وعرابة وكفركنا. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وهتفوا لسقوط الاحتلال الإسرائيلي: "يا أم الأسير تمردي، الموت ولا المذلة"، و"عالي عالي علم الثورة عالي على كل الأرض المحتلة".
تقول جليلة أبو ريّا، ابنة الشهيد رجا أبو ريّا: "أحمل أمانة كابنة شهيد استشهد وآخرين كي نحيا بكرامة على هذا الأرض، وليس لدينا وطن سواه. رسالتي للجميع هي الحفاظ على ما بقي من الأرض والثبات على حقنا والتصدي ضد كل محاولات القمع والترهيب ضدنا. هذا وطننا ولن نتنازل عن أي شبر أرض".
في السياق، يقول رئيس بلدية سخنين صفوت أبو ريا: "بعد مرور 46 عاماً، نؤكد أن الأرض هي الأساس ونحن على درب الشهداء. ونؤكد أن هذه الذكرى غالية علينا ونحييها كل عام".
بدورها، تقول الناشطة هيا أطراد، وهي من سخنين: "يوم الأرض يعني لي الكثير كوني منتمية إلى أرضي ووطني وتاريخي. في مثل هذا اليوم استشهد عدة شبان دفاعاً عن أرضنا وقضية شعبنا الفلسطيني. واليوم نؤكد على أهمية أرضنا التي هي بمثابة سلاحنا".
تتابع: "اليوم، وبعد مرور 46 عاماً، ننادي بالشعارات نفسها التي قلناها في يوم الأرض السابق، وسننادي بالشعارات نفسها في العام المقبل. تربى هذا الجيل منذ نعومة أظافره على مقاومة هذا الاحتلال. في القرن الـ21، ما زال هناك احتلال في هذا العالم"، داعية جميع الشباب "للانضمام إلى تظاهراتنا الوطنية".
في السياق، قال رئيس لجنة المتابعة العليا، الهيئة التمثيلية العليا داخل أراضي 48، محمد بركة: "يوم الأرض ليس مجرد ذكرى، بل سيبقى خالداً في وجداننا الإنساني. يا أبناء شعبنا الشامخين الثابتين في الوطن والراسخين والمتجذرين فيه، قبل 46 عاماً، ودعدنا ستة شهداء في سخنين وعرابة وكفركنا والطيبة. هذا اليوم ما زال وسيبقى محفوراً في وجداننا الإنساني. يوم الأرض هو يوم للكفاح".
أضاف: "نستذكر الشهداء والجرحى والمناضلين الذين أدوا دوراً استثنائياً في ظروف صعبة للغاية. لكن معركة الأرض ما زالت مستمرة في النقب والمدن التاريخية ووادي عارة والجليل وفي كل مكان"، ودعا إلى "اليقظة والمسؤولية والتمسك بثوابت نضالنا الوطني والديمقراطي".
وفي 30 من مارس/ آذار 1976، سقط ستة شهداء في سخنين وعرابة ودير حنا وكفركنا والطيبة، إثر قيام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة عشرات آلاف الدونمات من الأراضي العربية في مثلث يوم الأرض. والشهداء الستة هم خير ياسين (23 عاماً)، من عرابة البطوف، ورجا أبو ريا (23 عاماً)، من سخنين، وخضر خلالية (27 عاماً)، من سخنين، وخديجة شواهنة (23 عاماً)، من سخنين، ومحسن طه (15 عاماً)، من كفركنا، ورأفت علي زهيري (19 عاماً)، من نور شمس.