في مقاطعة كاجيادو الكينية الواقعة بالقرب من جبل كليمنجارو، أعلى الجبال في أفريقيا، تقف نساء من شعب الماساي وأطفالهنّ أمام عدسة مصوّر وكالة فرانس برس، علماً أنّ منطقة هؤلاء هي من بين الأكثر جذباً للسيّاح في البلاد. لكنّ هؤلاء النساء وغيرهنّ من شعوب أصلية أخرى لسنَ مجرّد "فُرجة" ولا مادة مثيرة وملوّنة للإعلام، ويصفهنّ خبراء في الأمم المتحدة بأنّهنّ "بطلات".
غداً الثلاثاء الواقع في التاسع من أغسطس/ آب، تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للسكان الأصليين، الذي يأتي هذا العام تحت عنوان "الدور الذي تضطلع به نساء الشعوب الأصلية في صون المعارف التقليدية ونقلها".
بالنسبة إلى الخبراء الأمميين، فإنّ نساء الشعوب الأصلية يُمثّلنَ العمود الفقري لمجتمعاتهنّ، إذ هنّ يضطلعنَ بدور حاسم في الحفاظ على معارف الأسلاف ونقلها. بالإضافة إلى ذلك، لديهنّ دور جماعي وكذلك مجتمعي متكاملان بوصفهنّ راعيات للموارد الطبيعية وصائنات للمعرفة العلمية، في حين تتولى كثيرات منهنّ زمام القيادة في الدفاع عن أراضي الشعوب الأصلية وأقاليمها، فضلاً عن دفاعهن عن الحقوق الجماعية للشعوب الأصلية في كلّ أنحاء العالم.
✨We want to hear from you - Share a short video on who is your #InspiringIndigenousWomen! Is she a:
— UNPFII (@UN4Indigenous) July 6, 2022
📣Human rights defender?
💻Businesswoman?
🏅Sports star?
👪Family member?
Tell us who she is &why she inspires you in a short video, Share & tag @UN4Indigenous #WeAreIndigenous pic.twitter.com/9VuHeGIwZ0
على الرغم من الدور الحاسم لنساء الشعوب الأصلية في مجتمعاتهنّ بصفتهنّ معيلات لأسرهنّ وراعيات لأفراد مجتمعاتهنّ وصائنات للمعارف التقليدية وقائدات ومدافعات عن حقوق الإنسان، فإنهنّ يعانينَ في الغالب من مستويات متداخلة من التمييز على أساس الجنس والطبقة والعرق والوضع الاجتماعي وكذلك الاقتصادي.
وتعاني نساء الشعوب الأصلية خصوصاً من الفقر وتدنّي مستويات التعليم وارتفاع الأمية، والقيود المفروضة على حصولهنّ على الخدمات الصحية وخدمات مرافق الصرف الصحي الأساسية، والخدمات الائتمانية، والعمالة، ومحدودية مشاركتهنّ في المحافل السياسية، وتعرّضهنّ لممارسات العنف الأسري والعنف الجنسي. ويأتي كلّ ذلك إلى جانب تعرّض حقوقهنّ في تقرير المصير والحكم الذاتي والسيطرة على الموارد وأراضي أجدادهنّ لانتهاكات على مدى قرون طويلة.
وكانت نساء الشعوب الأصلية قد أحرزنَ تقدّماً محدوداً إنّما مهماً في إطار عمليات صنع القرار في بعض المجتمعات، وحقّقنَ الريادة في الأدوار المجتمعية والوطنية، ووقفنَ في الخطوط الأمامية للاحتجاجات ذات الصلة بالدفاع عن أراضيهنّ والتنوّع البيولوجي المتناقص على كوكب الأرض. لكنّ الواقع يبيّن أنّ نساء الشعوب الأصلية لا زلنَ يعانينَ من نقص في التمثيل، بالإضافة إلى تأثّرهنّ بعوامل عدّة تأثّراً سلبياً وغير متناسب بالقرارات التي تُتّخذ بالإنابة عنهنّ، الأمر الذي يجعلهنّ في أحيان كثيرة ضحايا لأشكال متعدّدة من التمييز والعنف.
(العربي الجديد)