في عام 2019، كانت هدى حافظ متوجهة من بلدة مضايا إلى مدينة الزبداني في ريف دمشق، دون أن تشغل بالها بما يوجد على الطريق، لكن هذا اليوم كان مختلفاً عن غيره، إذ اعتقلها عناصر من أمن النّظام السوري عند حاجز الجرجانيّة، لتتنقل بعدها بين أفرع أمن النّظام، وتعيش أشهراً ذاقت فيها تعذيباً قاسياً ترك آثاراً جسديّة ونفسية من الصّعب نسيانها.
هدى محمد حافظ تحدثت لـ"العربي الجديد" عن فترة اعتقالها العصيبة، ففي البداية بعد اعتقال عناصر الحاجز لها، اقتيدت إلى فرع المنطقة، ومن ثمّ إلى "فرع الخطيب" الذي نال هذا الاسم لارتباطه بمنطقة الخطيب في شارع بغداد في العاصمة دمشق، وهو الفرع المعروف بـ"251" ويتبع جهاز أمن الدولة، ثم نقلت إلى الفرع 295، وهناك عانت من أصناف التعذيب المختلفة منها "الشبح والكهرباء والدولاب" كما تعرضت للضرب القاسي، وكانت شاهدة على تعذيب وقتل عشرات النساء السوريات، ودامت فترة اعتقالها 6 أشهر، خرجت بإصابات في العمود الفقري وأمراض مختلفة.
تتذكر هدى عام 2020، حيث كان آخر عهدها بابنها علي، الذي كان يعيش في لبنان وعاد إلى بلدته مضايا لرؤية والدته، وبعد بضعة أيام من عودته اعتقلته دورية تتبع للأمن السوري، وكان هذا اليوم آخر يوم ترى فيه هدى ولدها ولم تسمع عنه خبرا من حينها.
لم يكن ولدها علي هو الوحيد الذي فقدته خلال الثورة السورية فقد سبقه ولدها محمد الذي قتل على باب منزله رميا بالرصاص على يد قوات "حزب الله اللبناني".
مآس وآلام هدى مستمرة، بعدما فقدت نصف عائلتها، إذ نزحت إلى إدلب لتعيش مع ولديها المتبقيين، واللذان هُجرا إلى إدلب عام 2017.