طرحت الحكومة البريطانية، فكرة إرسال طالبي اللّجوء إلى جزيرة بركانية، في جنوب المحيط الأطلسي، بحسب ما أوردت الصحف البريطانية اليوم الأربعاء.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، أنّ وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، طلبت من المسؤولين النظر في فكرة التعامل مع قضية طالبي اللّجوء في جزيرة أسنسيون، وهي منطقة بريطانية بركانية معزولة، وأيضاً في سانت هيلينا، التي هي جزء من مجموعة الجزر نفسها، لكن على بعد 800 ميل.
ولم يتم طرح هذا الاقتراح، بحسب مصادر من وزارة الداخلية، سوى بعد أن طلبت باتيل المشورة بشأن كيفية تعامل الدول الأخرى مع طلبات اللّجوء، إذ تبقي أستراليا طالبي اللّجوء في جزر ما وراء البحار، خلال فترة التعامل مع طلباتهم على سبيل المثال.
وقال المصدر، إنّ باتيل طلبت من وزارة الخارجية أفكاراً لمعالجة هذه القضية، وكان من بينها، أفكار "غير قابلة للتصديق"، مثل استخدام جزيرة أسنسيون أو سانت هيلينا.
ومن المتوقّع أن تعالج باتيل، قضية عبور المهاجرين للقناة الإنكليزية، في خطاب أمام مؤتمر حزب المحافظين، الأحد المقبل. مع العلم أنّها تعهدت مراراً بإيقاف أولئك الذين يصلون إلى البلاد عن طريق القوارب. وبغية تحقيق هذا الهدف، دعت البحرية الملكية إلى المساعدة في معالجة العدد المتزايد من القوارب الصغيرة، وعينّت، دان أوماهوني، أحد أفراد مشاة البحرية الملكية السابقة، كـ"قائد التهديد السري للقناة".
وقالت باتيل، في أغسطس/آب الماضي، إنّ عدد العابرين للقناة، "مروع وغير مقبول"، وأضافت أنها تسعى لإغلاق هذا المعبر.
وتتعامل المملكة المتحدة مع مستويات قياسية من الوافدين عبر القناة. ووفقاً لتحليل" PA Media"، وهي وكالة أنباء متعدّدة الوسائط تعمل في المملكة المتحدة وأيرلندا، وصل ما يقارب السبعة آلاف شخص إلى المملكة المتحدة، بواسطة قوارب صغيرة، خلال هذا العام.
وتُظهر الخطط الجديدة التي وضعتها وزارة الداخلية، أنه يمكن إيواء الأشخاص في مركز احتجاز، تمّ انتقاده لعدم مراعاته الظروف الإنسانية. وقد أثار نوّاب حزب المحافظين في منطقة كينت، مخاوف بشأن إسكان المهاجرين في الفنادق القريبة وثكنات الجيش.
ويبلغ عدد سكّان جزيرة أسنسيون، أقلّ من ألف شخص تقريباً، وهي موطن لمحطة سلاح الجو الملكي، كما استخدمها الجيش البريطاني على نطاق واسع كنقطة انطلاق خلال نزاع فوكلاند في عام 1982.
أما سانت هيلينا، فتعتبر واحدة من أكثر الجزر عزلة في العالم، وتقع على بعد 1210 ميلاً من الساحل الغربي لأفريقيا. وهي جزء من إقليم ما وراء البحار البريطاني، سانت هيلينا، أسينسيون، وتريستان دا كونا.
في المقابل، وعلى الرغم من اقتراحات وزارة الداخلية المجحفة بحق طالبي اللجوء، قال مصدر في وزارة الداخلية، إنّ المملكة المتحدة لديها تاريخ طويل وفخور في تقديم اللّجوء لمن يحتاجون إلى الحماية. وإنّها ساهمت في مساعدة عشرات الآلاف من الأشخاص، على بدء حياتهم في المملكة المتحدة، وأكّد المصدر أنها، ستواصل توفير طرق آمنة وقانونية في المستقبل لهؤلاء. بينما قال الوزراء، إنّهم يضعون خططاً لإصلاح السياسات والقوانين المتعلّقة بالهجرة غير الشرعية واللّجوء، لضمان قدرتهم على توفير الحماية لمن يحتاجون إليها، مع منع إساءة استخدام النظام والجرائم المرتبطة به.
من جهته، قال رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إنّ المملكة المتحدة هي "هدف ومغناطيس" للمتاجرين بالبشر، ووعد بتغيير القانون للمساعدة في معالجة هذه الأزمة.