وبدأ معهد باستور الحكومي بإجراء تحاليل لعدد من المواطنين، للكشف عن المضادات التي يصنعها الجسم ضد فيروس كورونا، بهدف تقصي مدى انتشار المرض لدى فئات من التونسيين.
وشرع المعهد بإجراء التحاليل على الأشخاص الذين يرغبون في رصد الفيروس في أجسامهم، على أن تتولى لجنة علمية إثر ذلك تطويع المعطيات التي تكشف عنها التحاليل في البحوث الوبائية التي تُجرى في تونس حول كورونا.
وحدّدت وزارة الصحة سعر التحاليل بـ27 ديناراً (9.5 دولارات) بهدف تمكين شريحة واسعة من التونسيين من إجرائها.
وأكد عضو اللجنة العلمية حبيب غديرة، أنّ المعطيات المُجمّعة ستساعد على ضبط استراتيجية وطنية لمكافحة كورونا، مشيراً إلى أن الفيروس مستمر، والسلطات الصحية مطالبة بوضع استراتيجية انطلاقاً من الخصوصية التونسية وفق تأكيده لـ"العربي الجديد".
وأشار إلى أنّ نتائج التحاليل المخبرية على المصابين والأصحاء توفر جزءاً من الإجابة على البحوث التي تجريها اللجان العلمية.
ودعا وزير الصحة عبد اللطيف المكي، الأشخاص الراغبين في إجراء التحاليل المذكورة إلى التوفر على وصفة طبية وملء استمارة معلومات، لافتاً إلى أن الأجل الأقصى لتقديم نتيجة الاختبار يراوح بين 3 و4 أيام.
وقال المكي في تصريحات إعلامية للإذاعة الحكومية: "إن هذا الاختبار سيمكّن من رصد المضادات وإصلاح المعطيات ودراسة مدى انتشار المرض في مناطق معينة أو لدى فئات معينة".
وأشار إلى أنّ هذا النوع من التحاليل يكون مخبرياً، وإلى أنّ هناك أيضاً التحاليل السريعة، قائلاً: "وجدنا في التحاليل الموجبة أن لدى عدد من الناس مضادات".
وكشفت بحوث سريرية عن معطيات جديدة حول تطور فيروس كورونا في تونس، بعدما ثبت أن 9 بالمائة من العينة التي شملت أشخاصاً خضعوا للفحوص السريعة، أنّ أجسامهم طوّرت مناعة ضدّ الفيروس، ما يحيل إلى إمكانية إصابة عدد كبير من التونسيين بالفيروس، دون أن تظهر عليهم أعراض المرض.
وبيّنت الفحوص السريعة التي قامت بها السلطات الصحية على مواطنين، في مناطق صنفت بؤراً وبائية، أنّ 9 بالمائة من المواطنين في مدن تونس الكبرى و4.7 بالمائة من مواطنين في محافظة قبلّى الجنوبية، قد طوّروا مناعة ذاتية، ما يؤكد فرضية أنّ هؤلاء قد أصيبوا بفيروس كورونا دون أن تظهر عليهم الأعراض.