البراغماتية

كتب المعارض السوري، ميشيل كيلو، مقاله التالي، قبل محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وبعيد استعادة أنقرة استعادة علاقاتها الطبيعية مع موسكو، وتفاهمها مع إسرائيل. وينشر المقال، كما هو، على الرغم من مستجدّات ما بعد محاولة الانقلاب، وزيارة أردوغان روسيا أخيراً.

لم يتغير الأميركيون في أساليب تعاطيهم في مختلف القضايا. وهم، بعد الاتفاق مع الروس سورياً، يعتبرون موسكو "حليفاً سرياً" هناك، حتى أن التحركات العسكرية الروسية لم تكن لتأتي لولا الموافقة الأميركية الضمنية.

لو دققنا بالواقع العربي والمشرقي، نجد أن الحكم العسكريتاري هو السرطان السائد على اتساع المنطقة. علينا أن نعرف عن ماذا نبحث، حين نقوم بالتوصيف الموضوعي لندرك المأساة الفادحة في عسكرة حياة شعوبنا، والتي لا يبدو أن هناك خلاصاً قريباً منها.

لن تتغيّر السياسة الخارجية الأميركية، ولن تُسلّم غولن، ولو قدّم لها أردوغان آلاف الوثائق التي تدينه. هذه السياسة شاملة، وغير متعلقة بتبدل الررؤساء، فبعض الأشياء تتبدّل في واشنطن في كل عهدٍ رئاسي، إلا "الانتظارية"، فهي مبدأ أميركي.

سيظل غريباً أيضاً أن تنتصر الشعوب العربية لأردوغان وحزبه في وجه المحاولة الانقلابية العسكرية، وتُبدي تعاطفاً منقطع النظير معه، فيما هي لا تمشي على خطاه في الانتقال بالتفكير الإسلامي من الماضي إلى المستقبل.

ثمّة الكثير مما يحسن أن ينتبه إليه المولعون بطعن الأردوغانية بما فيها وما ليس فيها، في الاستدارة التي نُعاينها هذه الأيام في السياسة التركية، بشأن روسيا وإسرائيل، من قبيل الوقوع على المعنى الجوهري لأي عملية تفاوضٍ سياسية.

ربح حزب العدالة والتنمية كثيراً من مواقفه المنتقدة حكومة نتنياهو، لكن ذلك لا يعني أن قيادة هذا الحزب مستعدّة للذهاب بعيداً في هذا الشأن. هناك خطوط حمراء لا يمكن للحزب اختراقها، لأن قواعد اللعبة الدولية لا تسمح بذلك.

يقول بنكيران: "لسنا مسيحيين، لندير الخد الأيسر للذي يصفعنا على الخد الأيمن". ويقيم بنكيران، هنا، فصلاً لم تتعوّده النخب السياسية التقليدية في المملكة بين الاحترام والتعاون الواجب مع الملك، والتحفظ على سياساتٍ واختياراتٍ تُحسب على القصر، صراحةً أو ضمناً.