عاش حقّي عاشقًا للبساطة، فكتب "أنشودة البساطة" عام 1961، وحرص طوال مسيرته ألَّا يتخلى عن أهلها فأحسن التعبير عنهم قصصًا ومقالات، وفي سبيلهم تخلّى عن عمله في السلك الدبلوماسي، في جدة أو في تركيا، وفضّل العودة إلى مصر وأحضان العمل الثقافي.
آفة بعضنا اليوم أنهم يكرهون من دون تعقل ويحبون من دون تمهل، لتتكون "الشلل" التي تطلق السهام على فضلاء لمجرّد تخيلهم أعداء، أو كذا توهموهم، وإلا فإن بهاء طاهر لم يكن صاحب موقف في العموم المجمل معادٍ لأحد أو منحاز لآخر، ولم يتكسّب من العمل العام.
لم يخطر في بال الراحل، طه حسين، أنّ مقبرته في دائرة حي الخليفة في القاهرة ستواجه بعد نحو نصف قرن من وفاته خطر الإزالة التامة، حيث أعلنت إحدى حفيداته أن العائلة تفكر في نقل رفاته إلى فرنسا، ليلقى هناك ما تراه "تكريمًا" يليق به!
يكاد المرشح الرئاسي المصري السابق رئيس حزب مصر القوية، عبد المنعم أبو الفتوح، يلقى حتفه في السجن، خصوصا بعدما تعرّض لأزمتين قلبيتين، في يوليو الحالي، فيما يتمادى بعض أنصار السلطة وأنصار الإخوان المسلمين في الشماتة فيه!
عانى المعارض المصري، عبد المنعم أبو الفتوح، الأمرّين في محبسه من سوء المعاملة والتمادي في الخصومة، حتى كاد أن يفقد حياته، إذ على أثر ازدياد معاناته مع إدارة السجن، توقف عن استقبال زيارات أسرته في السجن منذ يناير، لتعمد إدارته إلى التعنت معه.
عاد المناضل المصري عبد المنعم أبو الفتوح من سفر، قائلًا قبلها في حوار معه، مطبقًا جملة "عشّة جنب نيلها تسوى ألف قصر". وقال إن أزمة مصر ليست في عموم الجيش وإنما في عبد الفتاح السيسي، ما جعل الأخير يستشيط ويتربص به عقب العودة ليسجنه المقبل على السبعين.
مع دوران الأيام والليالي، ورحيل الرئيس محمد مرسي، وتمكن الأسد الابن من الحكم بشكل شبه عام، تراجعت أحلام الليل، وحل بدلًا منها برد وقيظ نهار وطويل ليل، وبدلًا من مراجعة سطور مُنظرين واستلهام حراك المقاومين في ظروف مشابهة، تأزمت الأمور أكثر.
يصل الحال في الصيف ببعض المحتجزين المقاومين سلميًا للنظام في مصر ألَّا يجد أحدهم مساحةً ليجلس عليها، فضلًا عن أن يتحرّك أو ينام، فيبقى أكثر من مائة في غرفةٍ لا تسع إلا ما دون العشرة منهم. وبالتالي يكون لكل منهم 30 سنتيمترًا فحسب ليجلس فيها إن استطاع.
شارك عبد المنعم أبو الفتوح في ثورة 25 يناير، وأسّس حزب "مصر القوية"، واشتهر برغبته في تجديد جماعة الإخوان المسلمين، وفُصل من مكتب إرشاد الجماعة بعد ترشّحه للرئاسة في 2012، وناصبه عبد الفتاح السيسي العداء لأنه رأى فيه مرشحا قويا، فأودعه السجن.
يؤمل وينتظر من شيخ الأزهر، أحمد الطيب، أن يعلن أنه لا يرضى عن شقّ صف المصريين، في أي حال. ويدعو، إبراء لساحته، إلى جمع شتات الوطن ووأد فرقة المواطنين، وينادي بتجمع جميع الراغبين في إعلاء صالح الوطن والمواطنين إلى جانبه.