تُدفع "المقاطعة" باتجاه أن تكون مجانبة "إسرائيل" وتجنب مصافحتها، إنها "مقاطعة" وقد سُحب منها تكوينها المبادر، الذي يدفع باتجاه مطاردة "إسرائيل" في أماكن "طبيعيتها"، هناك حيث تلبس البدلة الأنيقة وتحضر المؤتمرات وتمشي في الممرات العالمية.
يقف تعاملنا مع مفهوم "التنسيق الأمني" على خطأين. الأول: في افتراض أن له تاريخاً خاصاً ينزعه عن سياق تاريخي يمهّد له ويتصل معه. والثاني: بأننا نزعناه من بيئة "العمالة" وقذفنا به في قلب الإجراءات الإدارية المؤسساتية في داخل السلطة الفلسطينية.
التعامل مع القضية الفلسطينية باستسهال مفاهيمي، أدّى إلى تحوّل الحركة الوطنية نحو صيرورة بحث لا متناهية عن حلول. كان الحضور العنيف للآخر معجّلاً في صياغة هُويّة مُتميّزة وليست مُتمايزة للفلسطيينين عن العرب، وكانت مهمة تحويلها إلى تمايز مَنوطة بمنظمة التحرير.
أخذت عملية تأريخ الفلسفة عربياً طريقين: إما بتبنّي فكرة أن العرب كانوا مجرّد ناقلين وشارحين للفلسفة اليونانية، التي رسّخها المستشرقون، أو بالقول بأصالة مشروعهم الفلسفي. نقف هنا عند كتابين يحمل كل منهما رؤية مختلفة لتاريخ التفلسف العربي والإسلامي.
سرعان ما اكتشفت حماس أن المحافظة على القطاع أصعب بكثير من الحصول عليه، ورافق ذلك رهانات خاطئة ضمن لعبة التغيرات الإقليمية. فإن كانت قد راهنت على حصان خاطئ في مصر، فهي لم تراهن في سورية لتخسر إيران بشكل أوتوماتيكي.
يبدو أنّ النظر إلى اللاجئ الفلسطيني، ما زال محكوماً بالصورة التي أنتجتها "الأونروا" عنه، فالدعوات التي تتحدث عن المخيم بوصفه موضوعاً للحدث ولا يساهم هو في صناعته؛ هي دعوات لا يمكنها أن ترى في اللاجئ أكثر من صورة المشرّد.
إن نقد المقاومة لا يستقيم من دون التماهي مع ظاهرتها، مع مسافة تمكّن النقد من الرؤية. هذه ضروريات من أجل ممارسة أكثر فاعليّة، وإلا تحوّل النقد إلى "نقض"، حيث تُنتقد المقاومة بغية إسقاطها كخيار خلّاق.
تعرضت المدينة الإسلامية للغبن في الدراسات المعمارية الاستشراقية التي صعُب عليها فهم المنطق الذي تترتب وفقه المدن في سياق التجربة الإسلامية، فأطلقت عليه وصف الفوضى واللاعقلانية. الكتاب الذي حررته سلمى الجيوسي يعيد قراءة خمسين مدينة إسلامية.
ليس ثمّة علاقة ميكانيكية بين النص وما يُنتِج. لكن الإنتاج بالضرورة يستند إلى شيء ما في النص، هو ذاته النص الذي أتاح لظواهر تمتد من الإسلام الليبرالي إلى الإسلام الجهادي؛ لإثبات الصلة به، وأمدّها بمشروعية أن توجد لكنه لم يوجدها.
في كتابه "تحولات مفهوم القومية"، يتتبع الباحث الفلسطيني هاني عواد الأصل النيتشوي لمفهوم التاريخ عند نديم البيطار. وفي هذا السياق، يبيّن كيف يبدأ البيطار بتحرير التاريخ من أيّ غاية مفروضة عليه مسبقاً، ويفقده جوهره، ليبنيه مجدداً بما يخدم أيديولوجيته التوحيدية.