استطاع الكاتب الفلسطيني السوري الراحل أن يرى ما بقينا نُنكر رؤيته، ويسمع ما كنّا نُغلق آذاننا عنه: تلك الشروخ التي كانت على وشك أن تهدم الأحلام على رؤوسنا.
ليس الكمّ في أعداد الكتب التي أتاحتها المؤسسة المصرية عبر موقعها الإلكتروني هو ما يميّزها فقط، بل انتقالها إلى تشجيع واستقطاب أسماء بارزة في الكتابة والترجمة.
ما فعلناه هو نسف السجالات والنقاشات وتقزيمها إلى محض تعليقات في مواقع التواصل التي نظنّ أنّها فتحت باباً آخر أكثر تطوّراً للنقاش، في حين أنّها ألغت جوهر النقاش.
لا نطلب من المثقفين التضحية بمكانهم في قوائم الجوائز والمحكّمين والمؤتمرات والندوات التي تموّلها أنظمة "الاعتدال والإنسانية"، بل الصمت. الصمت لا التباكي بحجة أنهم يائسون ومتعاطفون ويودّون حقن الدماء، ولا التذاكي ورفع يافطات "الإنسانية".
ما كان استحقار الكاتب النرويجي الحائز على نوبل للأدب 2023 مقتصرًا على "القارئ العادي" عربيًا، إذ ثمّة كتّاب ومحرّرون وناشرون نفضوه عن "كيبورداتهم" وكأنّه الغبار. ينبغي أن نحمد الله أنّ فوسه لم يكن عربيًا، و"تجرّأ" على تقديم مخطوطة لهذه الدار أو تلك.