عمّ الإضراب الشامل جميع مناطق السلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء الماضي، احتجاجاً على مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسمى "صفقة القرن"، والتي نقل خطوطها العريضة نائبه مايكل بنس خلال جولته الأخيرة على كل من مصر والأردن وإسرائيل، ورفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقاءه، فيما تأكد أن خطة الإدارة الأميركية الجديدة تنسف أسس حل الدولتين المتفق عليها، وتفرض واقعاً جديداً بلا قدس، وعدم العودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967 وإجهاض أي مشروع من أجل تحقيق حق العودة، والذي ترافق بإعلان أميركي عن تقليص دعم "أونروا".
ولقد شهد قطاع غزة إضرابا شاملا آخر قبلها بيوم أيضاً أي يوم الإثنين، رفضاً للمسارات السياسية الدولية والإقليمية التي تبقي القطاع محاصراً وتحول دون إتمام المصالحة الفلسطينية.
وخلال هذين اليومين (الإثنين والثلاثاء)، توقفت مظاهر الحياة العامة في مختلف المجالات في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بإضراب كان عنوانه السياسي تنفيذ قرارات المجلس المركزي الذي عقد أخيرا في رام الله، وطالب بتفعيل المقاومة الشعبية السلمية، وتصعيدها في مختلف محافظات الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشمل إضراب الثلاثاء المؤسسات الرسمية والأهلية، وتم استثناء قطاعي الصحة والتعليم على أن تلتحق التربية ومؤسساتها التعليمية بالإضراب بعد الساعة 12 ظهرًا. كما أغلقت المحال التجارية أبوابها، وأعلنت نقابات النقل التزامها الإضراب والامتناع عن الحركة باستثناء نقل الطلبة والحالات الإنسانية.
ولم تتوقف مظاهر الاحتجاج على الإضراب، إذ أغلق الشبان في مناطق عدة من الضفة الطرق الرئيسية، وفي قلقيلية، أغلق شبان غاضبون المدينة وأشعلوا الإطارات احتجاجًا على زيارة بنس المنطقة.
أما جنين، وخصوصاً مخيمها، فيخوضان مواجهات ليلية مستمرة مع قوات الاحتلال بعد أن تتبعت إسرائيل عبر التنسيق مع أجهزة السلطة الأمنية، خيوط العملية الفدائية قرب قرية صرة المجاورة لنابلس، والتي تكشّف لاحقاً أن منفذيها من أبناء مخيم جنين.
يشار إلى أن ترامب أصدر في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي قراراً يعتبر القدس عاصمةً لإسرائيل، ويقضي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها. وكان بنس قد ألقى خطاباً أمام الكنيست، قال فيه "شرف عظيم أن أكون في القدس عاصمة إسرائيل"، وتعهّد بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إليها قبل نهاية عام 2019.
(العربي الجديد)