الكارتيل المالي الجزائري يتصدّع... استقالات وانشقاقات بعد الحراك

29 مارس 2019
الحراك يغيّر الموازين في الكارتيل المالي (فاروق باطيش/الأناضول)
+ الخط -
رضخ رجل الأعمال الجزائري علي حداد، لضغوط الشارع الجزائري وبعض رجال الأعمال المقربين منه، وأعلن بشكل رسمي استقالته من منتدى رؤساء المؤسسات، أكبر تكتل لرجال الأعمال في البلاد، في رسالة موجهة إلى أعضاء المنتدى الذي ظل يديره منذ عام 2014.

ويأتي انسحاب رجل الأعمال المثير للجدل من المشهدين الاقتصادي والسياسي على السواء، بعد أكثر من شهر من بداية الحراك الشعبي في الجزائر. ويعيش الكارتل المالي ضغطاً كبيراً، على غرار العديد من المنظمات والأحزاب السياسية القريبة من السلطة، منذ نزل الجزائريون إلى الشارع.

وتوالت الانشقاقات داخل المنتدى خلال الأسابيع الماضية، فاستقال عشرة رجال أعمال نافذين فيه، في مقدمتهم نائب علي حداد، ورئيس غرفة التجارة والصناعة العيد بن عمر، الذي قال في أول تعليق على استقالة حداد إن "هذه الاستقالة من شأنها إعادة الهدوء للتكتل، وستكون هذه فرصة لإعادته إلى طريق الحياد وعدم الخوض في السياسة".

وأضاف بن عمر لـ "العربي الجديد"، أن "المنتدى سيقرر من سيكون خليفة حداد في الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي، وسنقرر بعدها العودة من عدمها، أي بعد اتضاح المسار الجديد لتكتل رجال الأعمال".

وعلمت "العربي الجديد" أن المجلس التنفيذي لمنتدى رؤساء المؤسسات، قد أجّل الاجتماع الاستثنائي الذي كان مقرراً السبت 30 مارس/ آذار إلى تاريخ آخر، بسبب الانشقاقات.

ويصف الجزائريون حداد بـ "رجل الزفت"، نسبة لاحتكاره مشاريع إنشاء الطرق الكبرى، فيما يشبهه البعض بـ "الأخطبوط" و"ابن الجنرالات"، ويحوز العديد من الشركات والمؤسسات الناشطة في مجال الأشغال العامّة والفندقة والصحة، بالإضافة إلى جريدتين وقناتي تلفزة.

وقال حسن خلفاتي المستقيل حديثاً من المنتدى، إن "المنتدى يعيش حراك داخله، حيث ارتفعت الأصوات التي كانت تخاف من تغوّل رئيسه، وذلك بفضل الحراك الشعبي، إذ لا يمكن أن نظل صامتين على أخذ المنتدى رهينة لشخصين استفادا من قربهما من محيط الرئيس".

وأضاف رجل الأعمال الناشط في مجال التأمين، أن "تكتل رجال الأعمال كان قبل علي حداد وسيبقى بعده، الرهان الآن على تحريره واستغلال هذه الانتفاضة لرجال الأعمال لإرجاع المنتدى لطريقه الأصلي، وهو خدمة الاقتصاد الجزائري".

من جانبه، شرح الخبير الاقتصادي بلقاسم كوليح المتابع للشأن المالي لـ "العربي الجديد"، أن "ما يعيشه الكارتل المالي اليوم هو نتيجة عاملين مهمين، الأول تغير موازين القوى في السلطة، فبعد الحراك الشعبي الكبير اهتز جناح شقيق الرئيس بوتفليقة وهو الجناح الذي يضم أيضاً رجل الأعمال علي حداد، ورضا كونيناف وسيدي السعيد الأمين العام لاتحاد العمال.

والعامل الثاني متعلق بالخوف من المحاسبة، فكل رجال الأعمال في التكتل استفادوا بطريقة أو بأخرى من امتيازات مقابل دعمهم لنظام بوتفليقة طوعاً أو كراهية، ومن ثم هناك محاولة للقفز من السفينة قبل غرقها، وتبرئة الذمة أمام الشعب الجزائري". وأضاف أن "التكتل المالي يعيش مخاضاً عسيراً، وسنلحظ مقاومة من البعض المتمسكين بالنظام".
دلالات