وذكرت مصادر من الدفاع المدني السوري لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام السوري جددت القصف على مدينة خان شيخون بالطيران الحربي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال أشقاء، بينهم طفلتان، وإصابة تسعة مدنيين، بينهم رجل مسن وامرأة.
وأوضحت المصادر أن الطيران الحربي قصف المدينة بعدة غارات متتالية مستخدما الرشاشات الثقيلة والصواريخ، ما أدى إلى دمار واسع في المنازل.
وقال الناشط أدهم الحسن، من سكان مدينة خان شيخون لـ"العربي الجديد"، إن الأهالي تمكنوا من انتشال عائلتين من تحت الأنقاض، بعد دمار منازلهم فوقهم، موضحا أن ثلاثة أطفال من عائلة واحدة كانوا قد فارقوا الحياة.
وكانت قوات النظام قد قصفت المدينة، في وقت سابق صباح اليوم، ما أسفر عن مقتل سيدتين وإصابة أكثر من عشرين مدنيا بجروح، من بينهم أطفال ونساء.
وقال مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام المتمركزة في قرية أبو دالي استهدفت بقذائف المدفعية منازل المدنيين في مدينة خان شيخون، ما أسفر عن مقتل سيدتين وإصابة أكثر من 20 مدنياً صباح اليوم.
وأوضح المصدر أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع، نظراً لوجود حالات حرجة بين المصابين، وكثرة عددهم، إضافة إلى توقف معظم المستشفيات عن العمل في المنطقة.
وشهدت مدينة خان شيخون في الأيام الأخيرة حالة من النزوح بسبب استمرار القصف من قوات النظام على المدينة التي تقع في منطقة استراتيجية على الطريق الدولي الواصل بين محافظات حلب وحماة ودمشق.
وأكد الناشط أدهم الحسن أن حركة النزوح استمرت اليوم الثلاثاء مع إقلاع الطائرات الحربية من مطار حماة العسكري، وتنفيذها الغارات على خان شيخون.
وأوضح أن الطائرات قامت باستهداف الطريق العام الذي حصلت عليه حركة نزوح من خان شيخون، إلى المناطق الأخرى، حيث يتوجه المدنيون إلى المناطق التي تعتبر أكثر أمنا في محافظة إدلب التي تقع معظم مناطقها ضمن خريطة اتفاق خفض التوتر الموقع بين الدول الضامنة لمسار أستانة حول سورية.
ويعيش الأهالي في خان شيخون حالة من الخوف والهلع، وخاصة مع تركز القصف من النظام على المدينة، حيث أغلقت معظم المحال التجارية في المدينة وتوقف الحياة بكافة أشكالها.
يذكر أن مدينة خان شيخون تعرضت، في الرابع من إبريل/ نيسان عام 2017، لهجوم من طيران النظام السوري بقنابل تحوي غازات سامة، وذهب ضحية الهجوم أكثر من مائة قتيل.
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق خفض التوتر، إضافة لاتفاق روسي تركي ينص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح الثقيل في محيط المحافظة، إلا أن النظام يواصل خرق الاتفاق بشكل مستمر منذ التوصل إليه في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وبحسب الدفاع المدني في إدلب، فقد قضى 56 مدنياً، بينهم 25 طفلاً و14 امرأة، وجرح 108 آخرون، منهم 30 طفلاً وعشر نساء، نتيجة قصف قوات النظام المدفعي والصاروخي إضافة إلى غارات الطائرات الحربية بالرشاشات على إدلب في الأسبوعين الأخيرين.
وقُتل أمس الإثنين تسعة مدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، نتيجة قصف مدفعي وصاروخي وجوي، استهدف قرى وبلدات خارجة عن سيطرة النظام في ريفي إدلب وحماة.
وإثر ذلك، أعلنت مديرية التربية الحرة في محافظة حماة تعليق العمل في المدارس الواقعة في الريفين الغربي والشمالي مدة يومين، بسبب استمرار القصف.
ويأتي هذا القصف بالرغم من تأكيد الدول الضامنة استمرار العمل باتفاق "سوتشي" الذي تم توقيعه في سبتمبر/أيلول الماضي، ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح، ووقف إطلاق النار.