مصر الـ9 عالمياً والأولى أفريقياً بـ12 مليون مريض سكري

14 نوفمبر 2016
ندرة الأنسولين تهدد حياة المرضى (Getty)
+ الخط -
حذر عدد من أطباء السكري في مصر، من تزايد عدد المرضى بصورة غير مسبوقة خلال السنوات المقبلة، مؤكدين بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري، أن عدد المرضى تجاوز أكثر من 12 مليون نسمة في مصر، بينهم 2 في المائة من الأطفال دون سن الـ12.

وحسب تقديرات عالمية، فإن مصر تحتل المركز التاسع عالميا والأولى أفريقياً، وإنها مرشحة للمركز الثامن عالميا بحلول 2030، وأكد أطباء أن اختفاء أدوية مرض السكر، خاصة "الأنسولين" من المستشفيات والصيدليات مؤخراً بعد قرار "تعويم الجنيه" يعد كارثة لأنه يزيد عدد الوفيات.

وتفاقمت أزمة نقص "الأنسولين" في مصر خلال الأسبوع الأخير، بعد قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه وارتفاع أسعار الدولار، ومنع شركات الأدوية من رفع أسعار الدواء، الأمر الذي تسبب في اختفاء العقار، حيث أجمع الأطباء أن 75 في المائة من المرضى في احتياج له، وأن اختفاءه يهدد حياتهم، كما يصيبهم بالعديد من الأمراض الأخرى المصاحبة للسكري، وهو ما دفع لجنة الصحة بالبرلمان المصري إلى مناقشة اختفاء "الأنسولين" أمس الأحد.


وأكد عضو اللجنة البرلمانية، محمد فؤاد، أن عدم توفر الأنسولين يؤكد فشل الحكومة، مشيراً إلى أن وزير الصحة، أحمد عماد، اعتاد عدم الحضور إلى البرلمان لمناقشة اختفاء الأدوية بالمستشفيات والصيدليات، وهو ما يؤكد فشله في إدارة منظومة الصحة، موضحاً أن إعلان الوزارة أن الأنسولين موجود في المستشفيات ويكفي لمدة 7 أشهر، هو "إعلان كاذب هدفه مغازلة الإعلام فقط"، مشيراً إلى أن الوضع على أرض الواقع مخالف لما تصدره الوزارة من تصريحات.

وعن معاناة الأهالي مع المرض، زار "العربي الجديد"، المعهد القومي لمرضى السكر بالقاهرة، والذي يتردد عليه يومياً أكثر من ألف مريض من القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات المجاورة، بحثاً عن العلاج.

وقال المريض محمد عطية، إن اختفاء الأنسولين المدعم من الصيدليات والمستشفيات الحكومية وهيئة التأمين الصحي سبب له مضاعفات خطيرة، مشيراً إلى أن ما زاد من ألمه تردده يومياً على المعهد القومي للسكر أملاً في الحصول على العلاج دون أمل.
وقال سيد أحمد، إنه يعاني من مرض السكري منذ 10 سنوات، "كنت أحصل على الأنسولين المدعم من معهد السكر، ولكن فوجئت منذ أيام باختفائه تمامًا، وترددت على الكثير من الصيدليات التي تؤكد عدم وجوده".

واستنكرت منيرة رياض ما يحدث قائلة: "لا أتخيل اختفاء عقار حيوي مثل الأنسولين"، مؤكدة أن مرضى السكري يستخدمون العقار أكثر من مرة يوميًا، "كيف لا يوجد في معهد حكومي متخصص في القاهرة أنسولين للفقراء ومحدودي الدخل؟".

بدوره، أكد الصيدلي "طلعت.م"، "أزمة اختفاء الأنسولين بالعديد من المستشفيات الحكومية في مصر؛ أبرزها معهد السكر ومستشفى أبو الريش للأطفال"، مؤكدا "هذه جريمة من الحكومة"، موضحاً أن حل المشكلة لا يحتمل أي تأجيل، وأن الصيدليات بريئة من الأزمة التي تتحملها شركات الأدوية والحكومة ممثلة في وزارة الصحة.

وقال أستاذ أمراض الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث، سعيد شلبي، إن مصر أصبحت تحتل رقما متقدما من بين دول العالم في مرضى السكري، مشيراً إلى أن قرار "تعويم الجنيه" قرار خاطئ، وتم دون رؤية سياسية سليمة، "إذا كان تعويم الجنيه ضرورياً كان يجب مراعاة الفقراء"، متوقعاً أن تشهد البلاد خلال الفترة المقبلة نقصًا في العقاقير الخاصة بمرضى السكري.

وأضاف شلبي أن "المساس بالدواء أمن وطني، واختفاء العديد من المستلزمات الطبية والأدوية ينذر بكارثة"، مطالباً الحكومة بالتدخل العاجل، خاصة بعد إعلان بعض شركات الأدوية أن مخزون الأنسولين ضئيل ويكفي لمدة شهر، وهو ما يعني أن حياة ملايين مرضى السكري بمصر معرضة للخطر.