يومياً، تمضي خمسون امرأة في قرية أم الكردان المغربية إلى المسجد وهن يحملن حقائبهنّ المدرسية. الهدف هو المزيد من التحصيل الدراسي والمزيد من المعرفة
البرنامج الخاص بمحو الأمية الذي أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب من خلال فتح أبواب المساجد سمح لكثير من النساء المتحمسات للعلم بمتابعة هذا التحصيل. وقد وصلت برامج محو الأميّة إلى قرية أم الكردان، جنوب شرقي المغرب، عام 2014.
محجوبة أيوب (أمّ لثلاثة أطفال) كانت أولى المشاركات في الدروس. تقول لـ"العربي الجديد": "انقطعت عن الدراسة بعد الصف الرابع الأساسي بعدما طلب مني والدي ذلك لمساعدته في الحقل. خرجت من المدرسة ولم أعد، حتى جاء عام 2014 رجل إلى القرية وسألني إن كنت أود الإنخراط في دروس محو الأميّة، فأجبت بالإيجاب. أخذ أوراقي الرسمية وسجلني في الدروس". تتابع: "معظم فتيات القرية قديماً كن يدرسن حتى الصف السادس فقط ثم ينسحبن بسبب الزواج أو أعمال المنزل والأعمال الزراعية. لكن، تغيرت الأوضاع حالياً وأصبحت الفتيات يذهبن إلى جامعات في الرباط وأغادير لإنهاء تعليمهنّ العالي".
تشارك أيوب إلى جانب خمسين امرأة في دروس محو الأمية المتاحة في مسجد القرية خمسة أيام أسبوعياً لمدة ساعتين تقريباً. وتقيّم مستوى المشاركات بالقول "لا بأس عليهنّ، بدأن يكتبن ويتهجأن الحروف وقطع معظمهن شوطاً كبيراً في التعلم إلّا القليل منهنّ قد تعثرّ لأسباب تتعلق بالتقدم بالعمر".
وعن الدروس تقول: "ندرس يومياً خمس حصص موزعة ما بين القراءة والقرآن الكريم وكتاب البرنامج التلفزيوني والإنترنت التفاعلي والرياضيات".
تقدّم حقائب مجانية بجميع محتوياتها من أدوات مدرسية وكتب لكلّ مشاركة، بالإضافة إلى سبّورة صغيرة للكتابة. هدف كلّ مشاركة في الدروس مختلف عن الأخرى. من جهتها، فإنّ أيوب كانت تسعى إلى المحافظة على ما تعلّمته سابقاً.
في المقابل، يوضح المسؤول التربوي عبد الخالق بلقايد لـ"العربي الجديد" أنّ: "برنامج محو الأمية عملت عليه العصبة المغربية لمحاربة الأميّة منذ عهد الملك محمد الخامس. وفي السنوات الأخيرة دعمت المملكة المغربية هذا البرنامج بأموال طائلة ليجري تنفيذه وفق استراتيجيات جديدة".
اقــرأ أيضاً
البرنامج الخاص بمحو الأمية الذي أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب من خلال فتح أبواب المساجد سمح لكثير من النساء المتحمسات للعلم بمتابعة هذا التحصيل. وقد وصلت برامج محو الأميّة إلى قرية أم الكردان، جنوب شرقي المغرب، عام 2014.
محجوبة أيوب (أمّ لثلاثة أطفال) كانت أولى المشاركات في الدروس. تقول لـ"العربي الجديد": "انقطعت عن الدراسة بعد الصف الرابع الأساسي بعدما طلب مني والدي ذلك لمساعدته في الحقل. خرجت من المدرسة ولم أعد، حتى جاء عام 2014 رجل إلى القرية وسألني إن كنت أود الإنخراط في دروس محو الأميّة، فأجبت بالإيجاب. أخذ أوراقي الرسمية وسجلني في الدروس". تتابع: "معظم فتيات القرية قديماً كن يدرسن حتى الصف السادس فقط ثم ينسحبن بسبب الزواج أو أعمال المنزل والأعمال الزراعية. لكن، تغيرت الأوضاع حالياً وأصبحت الفتيات يذهبن إلى جامعات في الرباط وأغادير لإنهاء تعليمهنّ العالي".
تشارك أيوب إلى جانب خمسين امرأة في دروس محو الأمية المتاحة في مسجد القرية خمسة أيام أسبوعياً لمدة ساعتين تقريباً. وتقيّم مستوى المشاركات بالقول "لا بأس عليهنّ، بدأن يكتبن ويتهجأن الحروف وقطع معظمهن شوطاً كبيراً في التعلم إلّا القليل منهنّ قد تعثرّ لأسباب تتعلق بالتقدم بالعمر".
وعن الدروس تقول: "ندرس يومياً خمس حصص موزعة ما بين القراءة والقرآن الكريم وكتاب البرنامج التلفزيوني والإنترنت التفاعلي والرياضيات".
تقدّم حقائب مجانية بجميع محتوياتها من أدوات مدرسية وكتب لكلّ مشاركة، بالإضافة إلى سبّورة صغيرة للكتابة. هدف كلّ مشاركة في الدروس مختلف عن الأخرى. من جهتها، فإنّ أيوب كانت تسعى إلى المحافظة على ما تعلّمته سابقاً.
في المقابل، يوضح المسؤول التربوي عبد الخالق بلقايد لـ"العربي الجديد" أنّ: "برنامج محو الأمية عملت عليه العصبة المغربية لمحاربة الأميّة منذ عهد الملك محمد الخامس. وفي السنوات الأخيرة دعمت المملكة المغربية هذا البرنامج بأموال طائلة ليجري تنفيذه وفق استراتيجيات جديدة".
يتابع: "كنت مكوّناً (مدرباً) سابقاً في دروس محو الأميّة في الواحات. تأخذ النساء الدروس عادة في أوقات فراغهنّ بمعدل عشر ساعات في الأسبوع لمدة خمسة أيام، وقد شهد البرنامج المنفذ من طرف وزارة التربية الوطنية عام 2002 إقبالاً شديداً للنساء المتكلمات باللغة الأمازيغيّة راغبات في تعلّم اللغة العربية فصحى ودارجة. كانت النتائج إيجابية وتقاس بالعدد الكبير من النساء اللواتي أصبحن يتقنّ القراءة والكتابة وقراءة القرآن في الصلاة وحفظ الأدعية. وبالنسبة للفتيات أو النساء الصغيرات في عمر 15 إلى 35 عاماً تعلّمن كيفية خلق مشاريعهنّ الخاصة والتعاونيات وترويج منتوجاتهنّ المحليّة".
يتولى بلقايد حالياً مسؤولية عشرة أفواج لمحو الأمية تشارك فيها 300 امرأة. ويعطي التعليمات والنصائح للمعلمين الجدد في كيفية تعليم الكبار. يقول: "الأندراغوجيا (تعليم الكبار) تختلف عن البيداغوجيا (تربية وتعليم الصغار) من ناحية صعوبة التعامل مع الكبار. لذلك يجب أن نلتمس حالة المتعلّم الاجتماعية والنفسية وأن نراعي مسائل عدة".
يشير بلقايد إلى أنّ نيابة التعليم في واحة وقرية أقّا ركزت على العمل مع الشبكات النسوية والتنموية من أجل تعليم الكبار. يقول: "يتعلّم في أقّا وحدها خمسون فوجاً بمعدل 1500 مستفيدة، وهذا يدلّ على الإقبال الجيد على دروس محو الأميّة".
يعدد بلقايد البرامج: "يوجد برنامج القراءة من أجل التمكين، وبرنامج من أجل التأهيل يأتي بعد دروس محو الأمية". يتابع أنّ دروس كلّ برنامج تتألف من 300 ساعة، وقد بدأت لهذا العام الدراسي في 13 أكتوبر/ تشرين الأول وتستمر حتى نهاية يونيو/ حزيران. أما برنامج ما بعد محو الأمية فيشمل "القراءة والكتابة والحساب، ويجري فيه تأهيل المشاركات للتعرف على كيفية إدارة المشاريع الاقتصادية المدرة للدخل، ويتألف من 200 ساعة". وتحصل المشاركة في نهايته على شهادة خاصة.
وعن انطباع الأزواج والأبناء حول مشاركة النساء في دروس محو الأمية، تقول أيوب: "ينظرون إلينا بكلّ فخر وفرح". كذلك، تشير إلى أنّ تعليم النساء يساهم في منع تسرب الصغار المدرسي لإدراك الجميع أهمية العلم: "إمكاناتنا لا تسمح بإرسال كلّ أولادنا إلى الجامعات، لكن لا يوجد طفل متسرّب واحد اليوم في قريتنا".
أما مولودة الزايدي فتقول: "عندما لا يجدني زوجي أقوم بواجباتي الدراسية يشجعني بنفسه على القراءة والكتابة". تضيف الزايدي التي تتعلم منذ ثلاث سنوات: "لم أدخل المدرسة نهائياً من قبل. لكنّي اليوم قادرة على تحريك القلم بين أصابعي والكتابة بخفّة. بدأت أعرف الحساب وأسماء الشوارع والأزقة وما كُتب على اللافتات. القراءة جميلة فعلاً". تضيف: "لم تكن القراءة داخل دائرة اهتمامي من قبل، كنت أفضلّ البقاء في المنزل ومساعدة والدتي في أعمال البيت. الآن، أدركت قيمة التعليم بعد مشاركتي في الدروس".
اقــرأ أيضاً
يتولى بلقايد حالياً مسؤولية عشرة أفواج لمحو الأمية تشارك فيها 300 امرأة. ويعطي التعليمات والنصائح للمعلمين الجدد في كيفية تعليم الكبار. يقول: "الأندراغوجيا (تعليم الكبار) تختلف عن البيداغوجيا (تربية وتعليم الصغار) من ناحية صعوبة التعامل مع الكبار. لذلك يجب أن نلتمس حالة المتعلّم الاجتماعية والنفسية وأن نراعي مسائل عدة".
يشير بلقايد إلى أنّ نيابة التعليم في واحة وقرية أقّا ركزت على العمل مع الشبكات النسوية والتنموية من أجل تعليم الكبار. يقول: "يتعلّم في أقّا وحدها خمسون فوجاً بمعدل 1500 مستفيدة، وهذا يدلّ على الإقبال الجيد على دروس محو الأميّة".
يعدد بلقايد البرامج: "يوجد برنامج القراءة من أجل التمكين، وبرنامج من أجل التأهيل يأتي بعد دروس محو الأمية". يتابع أنّ دروس كلّ برنامج تتألف من 300 ساعة، وقد بدأت لهذا العام الدراسي في 13 أكتوبر/ تشرين الأول وتستمر حتى نهاية يونيو/ حزيران. أما برنامج ما بعد محو الأمية فيشمل "القراءة والكتابة والحساب، ويجري فيه تأهيل المشاركات للتعرف على كيفية إدارة المشاريع الاقتصادية المدرة للدخل، ويتألف من 200 ساعة". وتحصل المشاركة في نهايته على شهادة خاصة.
وعن انطباع الأزواج والأبناء حول مشاركة النساء في دروس محو الأمية، تقول أيوب: "ينظرون إلينا بكلّ فخر وفرح". كذلك، تشير إلى أنّ تعليم النساء يساهم في منع تسرب الصغار المدرسي لإدراك الجميع أهمية العلم: "إمكاناتنا لا تسمح بإرسال كلّ أولادنا إلى الجامعات، لكن لا يوجد طفل متسرّب واحد اليوم في قريتنا".
أما مولودة الزايدي فتقول: "عندما لا يجدني زوجي أقوم بواجباتي الدراسية يشجعني بنفسه على القراءة والكتابة". تضيف الزايدي التي تتعلم منذ ثلاث سنوات: "لم أدخل المدرسة نهائياً من قبل. لكنّي اليوم قادرة على تحريك القلم بين أصابعي والكتابة بخفّة. بدأت أعرف الحساب وأسماء الشوارع والأزقة وما كُتب على اللافتات. القراءة جميلة فعلاً". تضيف: "لم تكن القراءة داخل دائرة اهتمامي من قبل، كنت أفضلّ البقاء في المنزل ومساعدة والدتي في أعمال البيت. الآن، أدركت قيمة التعليم بعد مشاركتي في الدروس".