شهد مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، نقاشا طويلا حول قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي يعالج في ألمانيا من تسميم مفترض، ما أدى إلى مواجهة بين برلين وموسكو خلال جلسة عبر الفيديو مخصصة أساسا للأسلحة الكيميائية في سورية.
وتبادل البلدان اتهامات بعدم التعاون لكشف الوقائع. وتلقى برلين دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإستونيا في مطالبتها موسكو بالرد على تساؤلاتها.
وتدهورت الحالة الصحية للمعارض الروسي عندما كان في رحلة جوية في 20 أغسطس/آب الماضي، ما أجبر الطائرة على الهبوط اضطراريا في مدينة أومسك الروسية.
وكانت ألمانيا قد أطلعت مجموعة الدول السبع على ما توصلت إليه من أن نافالني "ضحية هجوم بغاز أعصاب كيميائي من مجموعة نوفيتشوك، وهي مادة طورتها روسيا".
ووافق الأطباء الروس، في 21 أغسطس/آب، على السماح بنقل نافالني، المحامي البالغ 44 عاما والناشط ضد الفساد، من مستشفى في سيبيريا، بناء على طلب أقاربه، إلى برلين لتلقي العلاج.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، "نحن الطرف الأكثر اهتماما بمعرفة ما حدث"، قبل أن يضيف "لم نتلق أي دليل من ألمانيا يسمح لنا بالاستنتاج أنها جريمة محاولة تسميم... وهذا ما يدعو إلى فتح تحقيق".
وتابع قائلا "كيف يمكننا المضي قدما إذا رفض الجانب الألماني التعاون؟". وشدد الدبلوماسي الروسي على أن هذا الموضوع لا علاقة له بموضوع مناقشة المجلس، في اجتماع عام بناء على طلب موسكو، وهو سورية.
ورد نظيره الألماني كريستوف هويسغن "ما سمعناه لا يزال تمويها"، وأضاف أن "الحكومة الألمانية أطلعت السفير الروسي في برلين" على هذه المسألة وهي "ليست قضية ثنائية" بين ألمانيا وروسيا، بل "تتعلق بالموضوع الذي تتم مناقشته اليوم، الأسلحة الكيميائية واستخدام الأسلحة الكيميائية".
وشدد الدبلوماسي الألماني على أنها "مصدر قلق دولي"، مؤكدا أنه يجب أن تعالجها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
والثلاثاء الماضي، أعلنت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن استدعاء السفير الألماني لدى روسيا، غيزا أندرياس فون غاير، على خلفية الاتهامات حول تسميم نافالني بغاز أعصاب من مجموعة "نوفيتشوك".
وقالت زاخاروفا في تصريحات صحافية: "ننتظر من برلين تقديم كل البيانات المتوفرة: نتيجة الفحوص بالمختبرات بالبوندسفير (الجيش الاتحادي الألماني)، وأيضا مؤشرات ما تحوز عليها وزارة الخارجية الألمانية".
وقالت وزارة الداخلية الروسية، اليوم الجمعة، إن الشرطة تتبعت تحركات نافالني والمشروبات التي احتساها قبل أن يشعر بتوعك شديد في سيبيريا الشهر الماضي، وتحاول العثور على شاهدة غادرت البلاد. وذكرت الوزارة، في بيان، أنها تعد طلباً آخر للحصول على مساعدة قانونية من ألمانيا.
لكن يبدو أن الطلب الروسي لن يحظى بموافقة، بالنظر إلى أن ألمانيا تقول إنها أثبتت بالفعل وجود آثار لغاز نوفيتشوك في جسد نافالني وطالبت موسكو بتفسيرات، وهي دعوة تردد صداها في دول غربية أخرى. ولم تفتح موسكو تحقيقاً جنائياً رسمياً، وهي متمسكة بموقفها المتمثل في حاجتها إلى دليل قوي من ألمانيا على أن نافالني تسمم بالفعل.
(العربي الجديد، وكالات)