استمع إلى الملخص
- يتزامن التصعيد مع محاولات لبنان وإسرائيل لبحث المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، حيث أبدى لبنان موقفًا إيجابيًا، لكن يخشى من العرقلة الإسرائيلية، وتأجلت زيارة الوسيط الأميركي.
- أكد وزير العمل اللبناني على موقف لبنان الإيجابي تجاه المقترح الأميركي، مشددًا على رفض أي شروط إسرائيلية تمس السيادة، والتمسك بالقوانين الدولية رغم التحديات.
الغارة على زقاق البلاط هي الثالثة على قلب بيروت في أقل من 24 ساعة
يستمرّ التصعيد الإسرائيلي خصوصاً في الجنوب والبقاع
مصدر مقرّب من بري: لم نتبلغ رسمياً بزيارة هوكشتاين
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، غارة عنيفة على منطقة زقاق البلاط في العاصمة اللبنانية بيروت، أسفرت في حصيلة أولية صادرة عن وزارة الصحة عن استشهاد خمسة أشخاص وإصابة 24 آخرين. وتعد الغارة على زقاق البلاط هي الثالثة على قلب بيروت في أقلّ من أربع وعشرين ساعة، والسابعة في مجموع الغارات من خارج نطاق الضاحية الجنوبية، مع الإشارة إلى أن منطقة زقاق البلاط التي تشهد حالياً حركة نزوح كبيرة هي على مسافة قريبة من العديد من المراكز والمقار الرسمية، منها السرايا الحكومية والبرلمان، والمنظمات الدولية وغيرها من المراكز.
كذلك، تُعدّ النقطة المستهدفة مكتظة بالسكان، ولا وجود لمقار حزبية فيها، ومن الأماكن التي كانت آمنة بالنسبة إلى مئات النازحين الذين لجأوا إليها. وشنّ الاحتلال الإسرائيلي عمليتين، مساء أمس الأحد، على بيروت، ضمنها اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف وأربعة من مرافقيه في غارة هزّت منطقة رأس النبع في بيروت، في حين أسفرت الغارة التي شنّها على منطقة مار إلياس عن استشهاد ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة تسعة وعشرين آخرين بجروح.
الصحة اللبنانية: 4 شهداء وإصابة 18 في الغارة الإسرائيلية على منطقة زقاق البلاط في بيروت pic.twitter.com/vJIicV2uZ1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 18, 2024
ويستمرّ التصعيد الإسرائيلي خصوصاً في الجنوب والبقاع، وبشكل أعنف في الأيام الماضية على الضاحية الجنوبية وبيروت بالتزامن مع بحث لبنان وإسرائيل المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، علماً أنّ الجانب اللبناني كان أكد اليوم موقفه الإيجابي حياله، معبّراً عن تفاؤله بقرب التوصل إلى حلّ، لكنه لم يخفِ خشيته من العرقلة الإسرائيلية تبعاً لتجارب المبادرات والمفاوضات السابقة. وقبيل ساعات على الاستهداف، سرت معلومات بإبلاغ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين رئيس البرلمان نبيه بري "تأجيل زيارته إلى بيروت التي كانت مرتقبة غداً الثلاثاء، وذلك لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية"، وذلك بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين.
وفي الإطار، قال مصدرٌ مقرّبٌ من بري لـ"العربي الجديد": "لم نتبلغ بشكل رسمي بزيارة للموفد الأميركي إلى بيروت يوم غد، لكن كان هناك ترقب لذلك، وحتى الساعة، لم نتبلغ بأي موعد"، لافتاً إلى أنّ "الزيارة لم تلغَ، لكن كما قلنا سابقاً، وهو موقفنا أيضاً، فإن أي جولة للموفد الأميركي يجب أن تحمل تطوراً جدياً ملموساً". وأشار المصدر إلى أن "مواقف لبنان باتت معروفة ومكررة، ونعيد التأكيد أن لا تراجع عنها، نحن سنلتزم فقط بالقرار 1701 من دون أي تعديل أو محاولات للالتفاف عليه، ولن نخضع لأي شروط إسرائيلية تمسّ السيادة اللبنانية، مهما حاول العدو الضغط بالنار".
وعلى الرغم من التسريبات الإعلامية بأنّ هوكشتاين سيزور بيروت غداً، إلا أن أكثر من مصدر رسمي لبناني كان أكد صباحاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "رئيس البرلمان لم يتبلغ بعد بأي موعد لزيارة هوكشتاين". وقال وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم إنّ الأمور بخواتيمها، ولبنان إيجابي بما خصّ المقترح الأميركي، وسنرى إن كان العدو الإسرائيلي سيقبل بوقف إطلاق النار أم لا. وشدد بيرم على أنه "إذا لم يقبل العدو، فإنّ العالم سيشهد أنّ هؤلاء لا يريدون إلاّ القتل وإلغاء الآخرين، أما نحن، عندها، فلا خيار لنا إلاّ بالصمود والانتصار، ولبنان لن تقوى عليه كل أبواب الجحيم".
وفي تصريح له بعد لقائه اليوم رئيس البرلمان، قال بيرم (محسوب على حزب الله في الحكومة): "وضعني الرئيس بري في فحوى الاتفاق المزمع، وبحسب رأيه، فإنّ الجو إيجابي، لكنه يكرر دائماً المثل القائل (ما تقول فول غير ما يصير بالمكيول)". وأضاف: "الأمور بخواتيمها بمعنى أنّ لبنان إيجابي في هذا المجال، فهو المعتدى عليه، وقد نجح لبنان في منع إسقاطه ومنع إسقاط المقاومة في لبنان، ومنع إلغاء مكوّنات رئيسية من الشعب اللبناني، وبالتالي، نحن نتمسّك بالقوانين الدولية، يبقى على العدو الإسرائيلي الذي هو استثناء من كل القوانين والقرارات الدولية".
وأردف بيرم: "سبق أن رأينا ذلك في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، عندما وافق لبنان على المبادرة (الأميركية الفرنسية لوقف إطلاق النار)، وكان العالم على موعدٍ مع وقف إطلاق النار بحيث وافقت كلّ الأطياف اللبنانية، بما فيها المقاومة والأمين العام حسن نصر الله عليها، فكانت عملية الغدر التي حصلت من داخل الأمم المتحدة في سابقة خطيرة لم يسجلها تاريخ الأمم المتحدة، إذ كانت مكاناً لاتخاذ قرار اغتيال خطير جداً (اغتيال نصر الله)، ما يؤكد أنّ الحرب لا تحتاج إلى ذرائع وأنّ توسّع الحرب كان بقرار إسرائيلي صرف بالاعتداء على لبنان، لكن بتوحّدنا وصمودنا استطعنا أن نفشّل العديد من الأهداف باستثناء الدمار والخسائر في الأرواح البشرية التي توجعنا، لكنها تعدّ جرائم حرب ولا تصنع أي انتصار للمعتدي".