ويساهم في عملية تحضير الشعارات شباب من مختلف الفئات، وعلى رأسهم طلبة الجامعات المطالبين بتغيير الوضع السياسي، حسب قول طالبة الحقوق نهى بلعمري لـ"العربي الجديد"، معتبرة أن "الوصول إلى أهداف الاحتجاجات يتطلب تكاتف الجهود، وتنظيم التعامل خلال مظاهرات جمعة الفصل".
بطريقة جماعية وبشغف كبير، يشتغل الطلبة والشباب على تحضير الأفكار والمطالب في أحد مقار الأحزاب بوسط العاصمة، قبل الخروج في المسيرات الحاشدة، وتنحصر مطالب مسيرة اليوم على تحقيق هدف واحد: "من أجل جزائر حرة ديمقراطية".
وتتنوع الشعارات بين "إسقاط النظام" و"رحيل العصابة"، مثلما قال أحد الناشطين لـ"العربي الجديد"، معتبراً أن "الشباب هم الفيصل اليوم في التغيير، وإحداث قطيعة مع النظام القديم".
وسط الأهازيج والأغاني الوطنية، وفي فضاء يشبه خلية النحل، يردد الشباب الموجودون من مختلف الأطياف ومن مختلف المناطق أن لديهم هدفاً واحداً، وهو الحفاظ على المستقبل.
وانطلقت المسيرات والاحتجاجات عقب صلاة الجمعة للأسبوع الرابع على التوالي، وزاد حماس المشاركين أن حراكهم أثمر تراجع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الترشح لعهدة خامسة، وقال الشاب الجزائري محمد لـ"العربي الجديد" إن هدف الحراك الشعبي اليوم هو رفض تمديد بوتفليقة للولاية الرئاسية الرابعة، وشعارها العريض "لا نريد التمديد"، ما يعني رفض بقائه في الحكم، وضرورة إيجاد حل للوضع السياسي المحتقن.
ويتفق كثيرون في الجزائر على أن المسيرات التي يتم تنظيمها كل جمعة في مختلف الولايات هي الوسيلة الأهم لإسماع أصواتهم للسلطة الحاكمة، وأنها الناطق باسم الحراك، خصوصاً مع الحفاظ على سلمية الاحتجاجات.
وفي خضم الاستعدادات وبدء تجمع الشباب في ساحة البريد المركزي بالعاصمة الجزائرية، تعرف مختلف شوارع البلاد تعزيزات أمنية مشددة، وخصوصاً أمام المقار الرسمية، وفي الساحات والشوارع الكبرى، وخاصة ساحة "أول مايو" و"ساحة موريس أودان" وشوارع المجاهد ديديوش مراد، والشهيدة حسيبة بن بوعلي، والعقيد عميروش، فيما تعززت المؤسسات الكبرى بوجود كثيف للأمن.
وانتشرت صباح اليوم دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى عدم التوجه نحو قصر الرئاسة بالمرادية، لتفادي الاحتكاك مع رجال الأمن. وكتب الناشط والإعلامي مروان الوناس: "لسنا بحاجة للسير باتجاه قصري الرئاسة أو الحكومة. لهم القصور ولنا الشوارع والساحات والميادين".
يشار إلى أن المسيرات لم تعرف أي صدام بين المحتجين وقوات الأمن، رغم الاعتداءات التي مست الأسبوع الماضي متحف الآثار بقلب العاصمة، وواقعة حرق أحد البنوك يوم الثامن من مارس الماضي، والذي اعتبرته الأجهزة الأمنية الجزائرية في بيان "أفعالاً منعزلة لشباب منحرف".