الدولة الوطنية

أعاد كتاب "ظاهرة القومية اليمنية ... أقيال، دراسة تقويمية" لأحمد الدغشي إحياء الجدل حول القومية اليمنية من دون أن يقدم حلاً أو تصوّراً لكيفية فهم الظاهرة وكيفية التعاطي معها، حيث حاول مقاربة ما سمّاها ظاهرة بغير أدوات دراسة الظواهر الاجتماعية.

قيس سعيّد هو نتيجة فشل طبقة سياسية ونخبة غير وفية في تونس لموقعها الاجتماعي، نخبة أهدرت فرص استكمال بناء الدولة الوطنية على أسس ديمقراطية، فجزء ممن علت أصواتهم أخيرا ضد سعيّد كانوا ممن فرشوا له طريق الخروق الدستورية بالتبرير والتفسير والتهليل.

يعدّ التمسّك بمبادئ القانون الدولي والالتزام به سلاحاً مهما في بيئةٍ يشتدّ فيها التنافس والصراع بين القوى الكبرى. ومن هنا، يجب الدفاع عن سيادة القانون الدولي إلى جانب الأمم التي ترفع رايته في أوكرانيا، حتى لو كانت هذه الأمم تطبّقه بطريقة انتقائية.

لا تُعرف نسبة المواطنين الذين سيتوجهون يوم الاقتراع إلى الصناديق في تونس، وهم يعتقدون أنها ستمثل المخرج من الضيق الذي يعيشون فيه، لكن المؤكّد أن حجم الإقبال لن يكون عاليا كما يتوقع أصحاب السلطة وأنصارها، خاصة بعد مقاطعة أغلب الأحزاب لها.

فضلت إيران أن تكون ظهيراً لفصيل من المجتمع الشيعي، لا يحظى بالأغلبية، ويفرض نفسه بقوّة السلاح. كثيرون من الشباب العراقي يندفعون اليوم لإعادة إنتاج هويته الوطنية بمناهضة إيران، ولا يمكن تعديل هذا الوضع، إن لم تعدّل إيران ابتداءً من سياساتها في العراق.

سيكون لتونس دستور جديد، ولو جاءت نسب الإقبال ضعيفة، وهي الحالة الأرجح. مع ذلك، لن يحل مشكلات البلاد، بل سيزيد من تفاقمهما. سيبادر الرئيس إلى ضم أنصاره من الأحزاب والجمعيات التي ناصرته ودعت إلى التصويت بنعم في الاستفتاء المهزلة إلى تشكيلة الحكومة.

يقوم جوهر الديمقراطية عادة على تمثيل إرادة الناس، والتعبير عن تطلعاتهم من خلال برامج وسياساتٍ تخدم مصالحهم، في حين أن ما يحصل في العراق هو العكس حيث أن الممثّل المنتخب يعبّر عن إرادة خارجية ويخدم أجنداتٍ لا علاقة لها بمصالح الشعب العراقي!

أخلى الشعور الوطني مكانه في دخيلة السوريين لشعور معاكس، الاحتماء والصغار أمام الأجنبي، والإعلاء من شأن الطرف الأجنبي الحامي، وهو شعورٌ مترافق في الشدّة مع شعور العداء والاستنكار فيما بين السوريين. ينطبق هذا على الكتل السياسية التي تتوزع الشعب السوري.