الدولة العميقة

صدّق آلاف من الشباب أنهم سيعينون 30 ألف مدرس، ومضت جحافلهم يجهزون أوراقهم وآمالهم. ومن الصباح، توجهوا إلى مديريات التعليم، ليجدوا الرد القديم الجديد: (احنا منعرفش أي حاجة عن الكلام ده، وما جلناش أي قرار وزاري)، يعني الموضوع فنكووووووش.

كما جرى كنس الاحتلال، سيجري، اليوم، وضع مداميك جديدة لمقاومة تكنس الاحتلال، فلا تستبقيه حارساً لحدود الأنظمة التي تعسكرت، ومن شدّة تعسكرها، بانت هشاشتها لتكشف عن تفكّك قواها، حتى لم تعد تفرّق بين غزّة وفلسطين.

تعطي استطلاعات الرأي في تونس رئيس حزب نداء تونس، الباجي قائد السبسي، المرتبة الأولى بين المرشحين الأبرز لانتخابات الرئاسة المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو يمثل عودة النظام القديم إلى الحكم، وتدعمه الدولة العميقة في تونس.

تأثّرت ليبيا بما حدث في مصر، وما زالت، وكان في وسع مصر أن تقدم لليبيا نموذجاً ناجحاً في التحوّل الديمقراطي، لولا وأد الديمقراطية فيها، ما يعني وضع عائق مهم في وجه ليبيا، بفرض الحرب الأهلية، أو الديكتاتورية العسكرية.

استمر احتكار النخبة الحاكمة السلطة، وسيطرتها على مؤسسات الدولة، بالتأكيد على أن الدولة هي الشرائح والنخب التي تديرها، واستبعاد كل ما لا ينتمي إلى أهل الدولة، ووفق هذه الصيغة، الدولة هي التي تختار من يمثلها، ولا يختار الشعب من يمثله.

الحكام العرب، الذين لم يصل ولا واحد منهم إلى الحكم بطريقة ديمقراطية، يتمنون فشل التجربة الديمقراطية في تونس، الوحيدة التي لم تحد عن سكتها الانتقالية، بتخبط في فوضى، جراء العجز عن الانتقال الهادئ، بالنظر إلى حساسية مرحلة الانتقال الديمقراطي.