الثورات العربية

على التونسيين استغلال ذكرى الثورة للخروج من سردية الثورة ذاتها إلى سردية تعزيز البناء الديمقراطي في شقّيه، السياسي والاقتصادي. تونس بصدد استقبال جيلٍ لم يعش قمع بن علي، ولا انتصار الثورة، وهو غير معني بالتغنّي بها، بل يطالب فقط بقطف ثمارها.

يتعرض الناشطون المدنيون في العراق لعملية تصفية ممنهجة ومستمرّة، فقط لأنهم طالبوا بالتغيير ووطن حر سعيد، فذنب هؤلاء أنهم خرجوا إلى الشوارع مطالبين بتغيير حقيقي، لا على غرار شعارات التيار الصدري وباقي الأحزاب، الشكلية، والتي تضمر أكثر مما تظهر.

الاتفاق على توصيفٍ موحّد لما حدث في كل دولة عربية خلال العقد الأخير مهمة شبه مستحيلة، تماماً مثلما تحضر الإجابات المتناقضة والمتباعدة، رداً على السؤال الأكثر تردّداً حالياً: ومفاده "ماذا بقي من الربيع العربي؟".

التزام مشيخة الأزهر تجاه فلسطين والقدس ثابت ومتجذر، على الرغم من حالة الصمت المؤقت تجاه اتفاقيات التطبيع؛ والذي قد يعزوه محللون إلى صلَة مشيخة الأزهر القوية بمجلس حكماء المسلمين في أبوظبي.

أسباب عديدة تدفع المصريين إلى الاهتمام بالانتخابات الرئاسية الأميركية، منها أنها انتخابات تنافسية، مفتقدة في المجتمع المصري، ما ييجعل من المثل القائل "الجائع يحلم بسوق الخبز"، ينطبق هنا، خصوصا أن مصر صاحبة أقدم تجربة برلمانية عربيا وأفريقيا.

هناك أوضاع تاريخية تنتج أزمة هوية، وعندما تكون هذه الأوضاع ملتبسةً وانعطافيةً وغائمةً وتختلط فيها القيَم وتفتقر إلى العدالة، تصبح الهويات القديمة المتخيلة الرد على وضع تاريخي مزرٍ. في أوضاعٍ كهذه، لا يستطيع المرء الانتماء إلى زمنه.